‏إظهار الرسائل ذات التسميات بقلمكِ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بقلمكِ. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 5 مايو 2014

سي السيد يعد طبق سلطة في الليل

cilantro-salsa-v-1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 

أشعر بالوحدة كثيرا هذه الأيام، أستيقظ في الليل وأظل أدور في الشقة. أمرجح يدي، 

أغني، أدندن، أغني أغنية أخرى. مالعمل؟

أفتح التلفزيون، أطفئ التلفزيون، أفتح اللابتوب، أغلق الللابتوب…وفي نهاية الأمر 

أذهب إلى المطبخ وأخترع طبقا لذيذا.

ليلة أمس قررت البحث عن رجل وحيد مثلي ابتكر صحن سلطة ليلي. وجدت طهاة 

كثيرين مشاهير على الإنترنت، وسألت نفسي أليس غريبا أن المرأة تمارس الطبخ في 

المنزل بمهارة، بينما يمارسه الرجل كمهنة، وهي مربحة جدا بالمناسبة.

على اي حال، أنا مشتت بسبب قلة النوم. سأخبر صديقاتي هنا عن الوصفة التي 

اخترعتها للسلطة، لا يهم أن كنتن تعرفنها من قبل، فأنا رجل وحيد يعد طبق سلطة في 

الليل، ويعتقد أنه ابتكر شيئا خارقا.

مكونات سلطة سي السيد الوحيد:

أولا: الطماطم

ثانيا: الكزبرة

ثالثا: الفلفل الحار

رابعا: البصل (كما تعرفن أنا وحيد ولن تؤثر رائحة البصل على أحد غيري).

خامسا: رقاقة شيبس بيوغلز  المفضل لدي، استخدمي الشيبس المفضل لديك.

سادسا: الليمون

طريقة أبو السيد:

قطعي كل شيء قطعا صغيرة.

خذي وقتك فالليل طويل وأنا وأنت نعاني من الأرق.

 اسمعي موسيقى أثناء ذلك.

ارقصي في المطبخ وأنت تغسلين الخضروات.

اختاري طبقك المفضل، انا اخترت كأسا طويلا كالذي ترينه في الصورة.

وهكذا تحصلين على أطيب طبق سلطة.

اشربي عصيرا طازجا مع السلطة.

هذه السلطة ستفيدك على الأقل إن لم تعودي للنوم، سيتحسن مزاجك ويمكنك كتابة 

مذكراتك الليلية، أو العمل إن كنت تحبين العمل ليلا.

 .انا زهرة.

السبت، 3 مايو 2014

البطولة في التربية .. بقلم/ د. غادة حمزة الشربينى

 البطولة في التربية .. بقلم/ د. غادة حمزة الشربينى

ما أجمل قراءة ودراسة التاريخ ، فالتاريخ من المجالات التي يستمتع بقراءتها الكثيرون لما فيه من أحداث و قصص وعبر ودروس مستفادة . لكن ماذا يحدث لو اختفت قصص البطولات والنماذج الرائعة من حياة البشرية ومن التاريخ ؟ هل سيظل للتاريخ نفس الطابع الممتع عند قراءته ؟ إن الإجابة المتوقعة تأتي بالنفي ، وبخاصةٍ أنه لا أحد ينكر أهمية البطولة في حياة البشر، فمن خلالها يتم تجسيد العديد من القيم والمعاني النبيلة في حياتنا ، ومن خلالها تتم نصرة الحق وإزهاق الباطل . ومن هنا فإننا نتفق على أهمية وجود البطولات في حياتنا .
وبدايةً للموضوع فإنني أرى أنه من الأجدى أن نفهم المعنى الحقيقي للبطولة ، فالبعض يعتقد أن البطولة هي الشجاعة والجرأة ، ولكن الملاحظ في هذا الزمن أن البعض لديهم الشجاعة في القيام بأعمالٍ لا تتفق مع دين أو عرف أو تقاليد ، وإذا ما اعتبرنا البطولة شجاعة فينبغي أن نقول أنها الشجاعة في القيام بالأعمال والمواقف النبيلة التي تدعم ثوابت المجتمع المسلم ، وهذا مطلوب بل وينبغي السعي إلى تدعيمه والحرص على استمراره.
وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه قائلاً : هل من الضروري أن نربى أبناءنا على البطولة ؟
إننا قد نضغط على أبنائنا في بعض الأحيان ليقوموا بمهام معينه ، أو نطلب منهم أن يتمثلوا شخصيات معينة إذا كانت تربيتنا لهم قائمة على مطالبتهم بالبطولة في معناها السابق ، وهذا أمرٌ مخالفٌ لأحد مبادئ الدين الإسلامي وتربيته الإسلامية التي تقوم بدون شك على التفاوت والتنوع بين البشر ، فالحق تبارك وتعالى جعل الخلق متفاوتين في الصفات والقدرات والطاقات والمهارات لتستمر الحياة ، وليشعر كل فردٍ منا بحاجته للأخر، وليكون بيننا نوعًا من التكافل والتضامن ، وبذلك يصبح المجتمع نسيجًا واحدًا مترابطًا . 
والمعنى أنه ليس من الضروري أن يصبح أبناؤنا أبطالا أو قادة أو زعماء ، فتاريخنا الإسلامي زاخرٌ بنماذج عديدة للبطولة والتميز في مجالات عدة ، وفي ميادين مختلفة ، وفي مناحي متعددة من مناحي الحياة . فمثلا كان الصحابي الجليل حسان بن ثابت مبدعا في الشعر ، وكان سيدنا خالد بن الوليد بطلا في الحرب والقيادة ، وكان سيدنا عبد الرحمن بن عوف أنموذجا في البذل والعطاء ، ... إلخ ، ولعل هذه النماذج وغيرها تشير وتؤكد أن في داخل كل إنسان نقاط تميز وإبداع ، وهي ما يُسمى في عالم التربية بالاستعدادات والقدرات ، وأن علينا أن نحرص بشتى الطرق على تنميتها ورعايتها وصقلها وتشجيعها ، ومن ثم يصبح لدينا في المستقبل القريب : الأديب ، والعالم ، والمفكر ، والرياضي ، والعامل ، والصانع ، وغيرهم من المتميزين والمبدعين في خدمة الدين والوطن والأُمة . 
إن هذه دعوة لإعمال العقل ، والتفكير في القيم والمفاهيم التي نربى عليها أبناءنا . وعلينا أن نحرص على التعامل معهم بالرفق والرحمة ؛ فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم رفيقا بالصغار ولطيفًا في تعامله معهم . وإذا كنا في الوقت الراهن نعانى كأُمةٍ مُسلمةٍ من كثيرٍ من الضغوط التي لا تترك لنا في كثيرٍ من الأحيان مجالا للاهتمام برعاية وتربية أبنائنا ، فعلينا أن لا نرهقهم بمطالبتهم بأن يكونوا مثل قدواتٍ ونماذج ليست ماثلة أمامهم ، ولا معلومةً بالنسبة لهم ، وعلينا أن ندرك أن من أعظم ما انعم الله به على الإنسان أن جعل له ذرية هم زينه الحياة الدنيا . وأن نعلم أن أول حقٍ للأبناء عند الآباء ما يُعرف بحسن التربية ، وجميل الرعاية ولاسيما من خلال القدوة الصالحة والأُسوة الحسنة ، وبخاصةٍ أن مصاحبة وملازمة الطفل لوالديه في هذا العمر تجعل التعلم لديه يتم بالقدوة والمحاكاة ، وكُلنا نعلم أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل ، فهي مرحلة تشكيل للشخصية من خلال ما يسمعه ويشاهده ويشعره به ، وتكون النتيجة أن يتأثر بذلك التشكيل وجدانيًا ، أو عقليًا ، أو خلقيًا . 
فيا أيها الآباء والأُمهات ، عليكم باستثمار أوقاتكم مع أبنائكم ، ووجهوهم وأرشدوهم ، وكونوا قدوة لهم في البطولة والرحمة والصبر ، فالرحماء يرحمهم الرحمن .

لدكتوره / غادة حمزة الشربينى
أستاذ أصول التربية المساعد – بكلية التربية جامعة الملك خالد
موقع تربيتنا


عذرًا أيها الزوج .. فالدنيا ليست لك وحدك .. بقلم د/غادة حمزة الشربينى

عذرًا أيها الزوج .. فالدنيا ليست لك وحدك .. بقلم د/غادة حمزة الشربينى


رسالة من بعيد إلى كل زوج ...
عزيزي الرجل المسلم ... عندما تقبل على الزواج , فأنت تقبل عليه لأسباب تتفق مع طبيعة احتياجاتك وثقافتك وفهمك للحياة , وعندما تشرع في تنفيذه فأنت تتّبع شرع الله وتتمه على كتاب الله وسنة رسوله , أى أنه ينبغي عليك أن تكون قد اطلعت مسبقا على ما لك وما عليك في هذا العقد , كما ينص القران الكريم , وكما وجهنا الرسول الكريم لك حقوق وعليك واجبات , وكذلك الزوجة لها وعليها .
وقد جعل الله المرأة وبحكم طبيعتها مختلفة عنك , فلها حقوقها المقدمة على واجباتها انطلاقا من قوله تعالى : ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ( سورة البقرة : 228 ) . وهذه الدرجة منحةٌ من الله سبحانه وتتمثل في درجة القوامة التي تتحقق بالنفقة والرحمة وحسن المعاشرة والتلطف في المعاملة ونحو ذلك .
عزيزي الرجل .. إن أجمل وصف للمرأة هو وصف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لها بالقارورة , فهي لم توصف بالجميلة الرقيقة ، أو الهيفاء ، أو غصن البان , إنما وصفت بالقارورة التي تصنع من الزجاج , والزجاج يحمل صفات ثلاث : النقاء ، والصفاء ، والصلابة . فالمرأة الصالحة نقية القلب من الأحقاد ، وهي صلبة في الحق ، كما أنها صافيةٌ من الغش . 
والمرأة عندما خُلقت من ضلع آدم عليه السلام لم تخلق مثله من تراب لتصبح الحياة قائمة على الاثنين معا , خلقها الله لآدم لتؤنسه , وجعل بينهما مودة ورحمة لتحصل السكينة . فالمرأة فرع من الرجل وهو أصلها ، ولا غِنى لأصل عن فرعه ، يقول تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ( سورة الأعراف :*الآية 189 ) ، فالعلاقة بينهما علاقة امتزاج والتصاق , وهي أقوى علاقة اجتماعية ؛ لاحتوائها على ناحيتين : 
ناحية غريزية فطرية ، وناحية عاطفية وجدانية .
ويقول ابن كثير - رحمه الله - في كتابه " تفسير القرآن العظيم " : 
ومن آياته - سبحانه - الدالة على عظمته وكمال قدرته أنْ خلقَ لكم من جنسكم إناثًا يكُن لكم أزواجًا ؛ لتسكنوا إليها ، و من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم ، وجعل بينهم وبينهنَّ مودة وهي المحبة ، ورحمة وهي الرأفة ، فإنّ الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها ، أو الرحمة بها ، بأن يكون لها منه ولد ، أو محتاجة إليه في الإنفاق ، أو للألفة بينهما وغير ذلك .
ولو تأملت أيها الرجل لوجدت كل توجيهات القرآن الكريم والسُنة المطهرة تحثُك على أن تكون رفيقا ، وحسن العشرة معها , فلماذا تنتهج نهجًا يباعد بينك وبين الرجولة عند حدوث مشكلة معها أو عندما تصلا إلى مفترق طرق ؟؟ 
إذا كان الأمر يقتضى طلاقا وفرقة ؛ فعليك أن تنتهج النهج الذي كنت عليه عند الزواج , وأن يكون ذلك على شرع الله ووفق تعاليمه وتوجيهاته . فليس معقولاً ولا مقبولاُ أن تخالف شرع الله عند الفراق وتترك المرأة معلقة ؟ 
أين حقها في أن تخير في الاستمرار قبل أن تتزوج بأخرى ؟ 
ولماذا تمنح نفسك حق فرض استمرارك معها ؟
قال تعالى : وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( سورة البقرة : 227 ) . أي أن على الرجل أن يفي به لأن الله تعالى ( سميع ) ، وهو سبحانه ( عليم ) بعزمه .
أيها الزوج : إذا كنت قد تزوجت بالعقل , فلماذا لا تُكمل مشوارك بالعقل ؟ أو حتى تنهي ذلك المشوار بالعقل ؟ 
إنك متى حكّمت عقلك فستُدرك الحلال والحرام , وعندها ستفهم أن موقفك معها إهانة لرجولتك , فالرجولة تفرض عليك الصدق مع الله تعالى ثم مع نفسك . ألم تقرأ قوله تعالى : " ولا تذروها كالمعلقة " , وقولهسبحانه : " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " ؟ وعليك أن تتأمل كيف قرن جل جلاله الإمساك بالمعروف والتسريح بالإحسان ؛ فالإحسان أعلى درجةً من المعروف ، أي أن حقها عند الطلاق أعظم من حقها عند الزواج .
عزيزي الرجل .. ماذا تنتظر من زوجتك إذا كنت لا تقوم بدورك تجاهها ، ولم تحترم ميثاق الله بينكما ؟ 
واعلم - بارك الله فيك - أننا لا نطالبك بالعودة ما دمت غير أهل للحفاظ على أهلك , ولكننا نطالبك أن تتقى الله سبحانه , وأن تخشى من الوقوع في ما سماه الله تعالى بظلم النفس في قوله تعالى : ( ولا تمسكوهن ضرارًا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ) .
والله تعالى أسأل أن يرفع عنا وعنك ظلمك ، وأن يجعل لك ولنا من أمرنا يسرا ورشدا .

د/غادة حمزة الشربينى
استاذ اصول التربية المساعد بكليتي الآداب والتربية للبنات بأبها
جامعة الملك خالد
موقع تربيتنا 

فتياتنا والفضائيات ... إلى أين ؟ مقال تربوي د. رجاء بنت سيد علي المحضار

فتياتنا والفضائيات ... إلى أين ؟ إعداد / د. رجاء بنت سيد علي المحضار


إن الأساس الإيماني هو حجر الزاوية في تكوين فتياتنا وتوجيههن ، وعندما تختل أسس الإيمان في نفوس فتياتنا ، وتغيب لديهن التصورات الفكرية الصحيحة فإن الحياة تضطرب بالفتيات وتتقاذفهن تيارات الانحراف والفساد الفكري ، وإن أقصى ما يُصيب مجتمع من المجتمعات أن يصاب فتياتها أمهات المستقبل ومربيات الأجيال بالتيه والضياع والاغتراب الحضاري ، وتتمزق في دواخلهن روابط الإيمان وتنخر كيانهن موجات القلق واليأس ، وللإعلام والفضائيات دور فعال في تثبيت أركان العقيدة في نفوس فتياتنا والإسهام في ترسيخ مبادئ الإيمان في قلوبهن ، كما للإعلام دور فعال في إثارة الشهوات ودغدغت المشاعر والعواطف من خلال إغراءات بعض البرامج والمواد التي تبث على مدار الأربع وعشرين ساعة . 
وقد قيل : إن إطلاق البصر ينقش في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبه وما يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام .
وقال ابن القيم رحمه الله : اعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله ما يصير به منغمساً في بحار الشرك ، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل ، فإن ذل المعصية لابد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله ، وذلك شرك يورثه محبة لغير الله ، واستعانة بغيره في الأسباب التي توصله إلى غرضه فيكون عمله لا بالله ، ولا لله ؛ وهذا حقيقة الشرك .
فإذا استطاع الإعلام والفضائيات من تطوير الأساليب والقوالب التي تقدم بها المواد التلفازية ذات المضامين التوجيهية المباشرة ، وإدخال عناصر التشويق إليها وسعت نحو الاهتمام بهموم الفتيات الحقيقية ، والاقتراب من قضاياهم ، والواقعية في معالجة مشكلاتهم ، إلى جانب الحد من صور التناقض الصارخ ، والتصادم العنيف بين البرامج التوجيهية والدينية ، وبين تلك المواد التي تدغدغ العواطف وتثير الغرائز والتي تقدمها وسائل الإعلام لجماهيرها ؛ فإن فتياتنا ستكون وجهتهن نحو تثبيت الأساس الإيماني في نفوسهن ، والسعي بكل إخلاص إلى تسخير ما حباهن الله من طاقات وقدرات لترسيخ تلك العقيدة ، ونكون بذلك قد كسبنا نصف المجتمع ، وأمهات رجال المستقبل الجدد ؛ الذين قد يسهموا في تقدم المجتمع أو تأخره .
ولكي نغير واقعنا لابد من تغيير الإنسان من الداخل ، ولتحقيق ذلك فإننا مطالبون بحشد جميع إمكاناتنا ووسائلنا من أجل تحقيق التغيير الإنساني ، ولا شك أن وسائل الإعلام تحتل مكانة بارزة ومؤثرة في رعاية الإنسان وتوجيهه ليكون عنصراً فعالاً في بناء حضارة عريقة ذات طابع إسلامي مميز.

إعداد / د. رجاء بنت سيد علي المحضار 
عضو هيئة التدريس بقسم التربية الإسلامية ـ جامعة أم القرى
موقع تربيتنا 

الجمعة، 25 أبريل 2014

لا تتعهدي بما لا تستطيعين الوفاء به


لا تستوي من تهدر أوقاتها وإمكانياتها هباءًا، وتتفلت الساعات من بين يديها وتنسى نفسها وتضيع وسط التفاهات، ثم تظل تنعى انعدام البركة ولا تكون محصلتها إلا العويل والندم ولسان حالها يردد: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، أو تقول: لو أن لي كرة فأعمل غير الذي كنت أعمل.
لا تستوي هذه مع تلك الحريصة على ما وهبها الله من النعم، وتضع نصب عينيها كيف تحافظ على رأس مالها الذي هو عمرها، وتحسن تدبير ما بين يديها وما خلفها وهي على يقين من أنها في دار السعي والجَد، فلا تكون من الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا.     
واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن للفوز خطوات وأن للنجاح طريق:
1ـ التنظيم والتخطيط فمع وضوح الهدف وتحديد الغاية التي خُلقنا من أجلها لابد لنا من الأخذ باسباب النجاح والفلاح، فلا ينكر أحد أن وضع النظام الذي يناسب الشخص ويتلاءم مع ظروف حياته هو من أهم الأسباب المعينة على استثمار الامكانات وبلوغ المرام بجهد أقل واتقان أعلى دون انفاق الكثير من الوقت.
2ـ معرفة الطريقة المثلى للاستفادة من الوسائل والأجهزة الحديثة المتطورة التي أصبحت تحيط بنا وتعين في أداء المهمات المطلوبة، فهناك من تسيء استخدام ما تملك، فبدلا من أن يكون معينا لها يصبح عبئًا عليها، ولتوضيح تلك النقطة نضرب بعض الأمثلة التي قد تقع من إحدانا:
- هناك من تترك التلفاز يعمل طول الوقت ولا تبالي بما يبثه وما تتلقفه آذان المحيطين به، والذي قد يحوي بعض القيم الهدامة وقد قيل كيف تبني وغيرك يهدم.
ـ وهناك من تكدس الغسالة الكهربائية بالملابس ظنًا منها أن الفضل أن تقوم بتشغيلها مرة واحدة لتوفير الوقت والمال، فإذا بها بعد انتهاء دورة التشغيل تتكاسل عن إخراج الملابس فترة ثم تشتكي بعد ذلك بعدم الحصول على ما كانت ترجو وقد يدعوها ذلك لإعادة دورة التشغيل أو استبدال تلك الغسالة!
ـ التعامل مع الثلاجة الكهربائية على انها أقرب ما تكون للمكان الذي يلقى فيه بالاشياء والتي قد يمر عليها وقتا دون تناولها، فيزيد ذلك من ضيقها وعصبيتها وضياع وقت طويل لإعادة تلك الثلاجة إلى طبيعة ما صنعت له، وقد تتعدد الأمثلة ولكل منا ما عليه إدراكه وبذل بعض الجهد لتوفير جهد أكبر.
ومما لا شك فيه أن التعامل مع تلك الأمور الدنيوية بحكمة وخبرة من أهم العوامل التي تعين على الانطلاق في طريق علو الهمة المرجو من الأخت المسلمة التي تبغي المزيد من الأعمال الصالحات التي تدخرها ليوم ولقاء ربها، واعلمي أنكِ أذا أردتِ النجاح والسكينة لحياتك فعليكِ باتباع الهدي النبوي، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ".أخرجه ابن حبان، وصححه الألباني في ظلال الجنة.
 فاغتنمي أوقات نشاطكِ وإذا كانوا يقولون لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فإن أصحاب الهمم العالية ينظمون حياتهم لتسهيل عمل الغد، بل إن يقين المسلمة الصادقة يجعلها تسارع في الاستعداد وتقديم ما يُرفع به الدرجات عند المولى عز وجل القائل {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}. الحشر: 19.
فتدرك أن هذا هو الغد الذي عليها أن تعمل له بكل جدية وهمة وتروض النفس على أن يشملها هذا القول:
وإذا كانت النفوس كبارا*** تعبت في مرادها الأجساد.
اعلمي أنه لا يتناقض مع علو الهمة أن تتحلي بالذكاء في ألا تتكلفي ما لا تطيقين من الأعمال فذلك من الظلم والجهل، فقد يحين وقت الأداء ولا تستطيعين الوفاء فتصاب النفس بالإحباط والإعياء.
الحذر الحذر من الإثقال على النفس فعلينا الترويح عنها في بعض الأحيان بما يرضي الله، بل إن التنوع في نوعية الأعمال وأن يضرب الإنسان بسهم في كل منها فهذا سبيل لجني الكثير من الثمرات.
وهمسة في أذنكِ: لا تنسي أن لكل مرحلة من العمر ما يناسبه من نوعية الجهد والطاقة المبذولة فقد رويَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه عندما كبر تمنى لو كان قد أخذ بألا يكلف نفسه ما لا يسعه الوفاء به، فعلينا المداومة على الأعمال وإن قلت واليقين بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله.
أم الفضل - رسالة المرأة 

الأحد، 20 أبريل 2014

نظرة في تسمية الابناء

أسماء الأبناء
أسماء الأبناء .. بقلم  د. حنان أبو لبدة

شأني شأن كل معلمي اللغة العربية ، قد يسألنا الناس عن مسائل تتصل باللغة والمعاني ، من ذلك معاني الأسماء ففي يوم أخبرتني صديقة لي أنّها تودّ اختيار اسم لمولودتها ، وقالت : إنّها تستحسن اسم ليلى ، فالاسم خفيف في النطق ويعجبها ، وسألتني عن معناه ، فأجبت : أجل الاسم نطقه خفيف ، غير أنّ معناه الذي أعرفه ، يمنعنا اختياره ، يتضح هذا المعنى في المعجم الوسيط ، ج2 / ليل ، إذ ورد فيه : " ليلى الخمر : نشوتها وبدء سكرها ، وأم ليلى : الخمر ، وليلة ليلى : طويلة شديدة صعبة ، وهي أشد ليالي الشهر ظلمة ". 
ومفاد معناه يتضمن معنى الخمر ، والخمر محرّمة في ديننا ، بدليل قوله تعالى : " يا أيّها الذين آمنوا إنمّا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون " المائدة :90 ، ممّا يقتضي تجنّب اختياره ، لنسمّي به أبناءنا ، كما يتضمن الصعوبة والشدة ، وهو معنى يوحي بالتشاؤم والسلبية . 
وقد ذكّرني هذا الموقف بعبارة كنت قرأتها في كتاب الاشتقاق ، لابن دريد مفادها : أنّ العرب كانوا يسمون ابناءهم لأعدائهم ، نحو : صخر ، متعب ، ليث ، ونحوها ، وكانوا يسمون جواريهم لأنفسهم ، فيختارون لهم أسماء للترويح عن أنفسهم ، مثل : ياقوت ، ريحانة ، أرجوانة ، ونحوها .
ومعنى ذلك أنّ اختيار الأسماء عند العرب لم يكن عشوائيا ، وينطوي على حكمة تتصمن تفسيرًا نفسيّا لهذا الاختيار ، يتمثّل في إشباع حاجتين نفسيتين عندهم وهما :

 1- الحاجة إلى الإحساس بالقوة ، والدفاع عن النفس من الأعداء باختيار أسماء لأبنائهم تتضمّن معاني تعبّر عن القوّة ، ترهب أعداءهم .
 2- الحاجة إلى الترويح عن النفس ؛ باختيار اسماء ، رقيقة محببة إلى النفس ، لجواريهم وغلمانهم الذين جلبوهم لخدمتهم ، والعمل على راحتهم . 
ولا شكّ انّ ما ذكره ابن دريد لا يمثّل الحكمة الوحيدة لاختيار أسماء الأبناء عند العرب ، فقد يختارون الأسماء لحكم كثيرة ، غير أنّ الذي يعنينا هنا هو التزامنا بإحسان اختيار أسماء أبنائنا ؛ لما لها من أثر في نفوسهم ، ولما تتركه من صدى لدى الناس عند تعاملهم معهم ، فنجعل معانيها موضع عنايتنا ، فنختارها مثلًا ؛ لأنّها تتفق وديننا ، وأخلاقنا السامية ، أو لأنّها تشعر صاحبها بالفخر ، أو لأنّها تتضمن معاني إيجابية موحية بالتفاؤل ، وكثيرة تلك الأسماء التي تحمل هذه المعاني ، علاوة على تحلّيها بجمال الجرس وعذوبة المنطق . 


د. حنان أبو لبدة 
جامعة الملك خالد 

موقع تربيتنا

السبت، 19 أبريل 2014

اصلاح ورا اصلاح ولا صلاح بقلم/ دكتورة /غادة حمزة الشربينى


اصلاح ورا اصلاح ولا صلاح .. بقلم/ دكتورة /غادة حمزة الشربينى


الاصلاح لفظ من الفاظ القرآن الكريم ويعنى محاولة القضاء على الفساد أو محاولة نشر الخير بين أفراد المجتمع وجماعاته , و الاصلاح هدف الرسالات السماوية فالرسل مصلحون فى الارض ونبى الله شعيب يقول : {إنْ أُرِيدُ إلاَّ الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ} [هود : 88] وللإصلاح مجالاتِه عدة منها اصلاح العقيدة والأقوال والأعمال أو الاصلاح بين النَّاس فى المنازعاتُ ، و الخصوماتُ.
ويرتبط الإصلاح بالهدف من الخلق فالحق تبارك وتعالى حدد فى كتابه العزيز هدفين لخلق الانسان هما : تحقيق العبودية لله و عمارة الارض ,و المتأمل لهذين الهدفين يجد فيهما صلاح حال البشر فعبادة الله وفق منهجه القرآنى والامتثال لأوامره ونواهيه فيه صلاح لحال الانسان , وكذلك السعى فى الأرض واكتشاف اسرار الخلق وللوصول إلى المعارف التى تمكن الانسان من تغير العالم وهذا ايضا من شأنه أن يهدى الإنسان إلى الإيمان ويوفر له سبل العيش الرغد.
ولا أحد ينكر أن الانسان منذ أن وطئت قدماه الأرض وهو فى محاولة جادة للإصلاح ولكن فى بعض الأحيان لا تتحقق غاية الإصلاح ولعل السبب وراء ذلك يرجع إلى أسباب عدة منها : عدم وجود رؤية واضحة للإصلاح (من نصلح؟ولماذا نصلح ؟ وكيف نصلح ؟) أو العكس كوضع شعارات أو رؤى لا تنفذ – كما هو الحال الآن فى بعض المؤسسات الاجتماعية والحكومية والتى تضع لنفسها رؤية ورسالة يجهلها القائمون على تحقيق أهداف هذه المؤسسات - وقد لا يتحقق الاصلاح لكونه صار وظيفة تمارس بشكل تقليدى وليس دورا أو مسؤولية اجتماعية أو قد يكون هناك من يعرقل تحقيق الاصلاح بالوقوف ضده .
ولعل اكثر النظم الاجتماعية حاجة الى الاصلاح النظام التعليمي , وبالفعل سعت العديد من النظم التعليمية إلى الاصلاح ولكن فى بعض الاحيان لا يتحقق الصلاح , والأسباب متعددة منها خضوع الاصلاح لاجتهادات شخصية للقيادات التربوية أو قيام عملية الاصلاح على اساس محاولة الاستفادة من نظم تعليمية ناجحة فى دول أخرى قد تتفق أو تختلف معنا فى الظروف والإمكانات والثقافة , وكذلك اعتماد الاصلاح على نظريات وفلسفات غربية تختلف جزئيا وكليا مع هويتنا والنتيجة فى كل الحالات لا صلاح , بل على العكس هناك حالة من التراجع فى مخرجات الانظمة التعليمية وفى اعتقادى ان السبب يكمن فى افتقار الفكر التربوى الاسلامى الى نظرية تربوية اسلامية جذورها القران والسنه وفروعها اراء وأفكار السلف الصالح وثمارها فكر تربوى يجمع بين الأصاله فى المنشأ والمعاصرة فى التطبيق والإجراءات.
ويضاف الى ذلك عدم وجود الاسس التى تقوم عليها هذه النظرية وهذه الاسس تتمثل فى الوحدة والقوة والعقل:
1. وحدة العرب والمسلمون على هدف واحد وهو الاصلاح ولنتذكر ان الفرقة والتقسيم والنظرة الدونية لبعضنا البعض هو بداية النهاية (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
2. القوة بشقيها المادى والمعنوى لأن الإصلاح يحتاج إلى دعم مادى (تكنولوجيات وتقنيات حديثة)ودعم معنوى(ثقافة وفكر جديد هدفها الجودة والتحسين للوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة للإنسان العربى. قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )
3. العقل الذى يفكر وينظر ويبدع و اليد التى تبنى وتعمر والقلب الذاكر المسبح بحمده وبذلك تكتمل المنطومة ويتحقق الهدف .(اذا يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم). البقرة 127

دكتورة /غادة حمزة الشربينى
استاذ اصول التربية المساعد بكليتى الاداب والتربية للبنات بابها

الخميس، 17 أبريل 2014

ستظل المراه لغزا مجهولا ولن يستطيع الرجل حله




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 
قــــالوا:
المرأة لم تخلق لتكون محط إعجاب الرجال جميعاً ..
بل لتكون مصدراً لسعادة رجل واحد...
الرجل لا ينسى أول امرأة أحبها..والمرأة لا تنسى
أول رجل خانها ...
المرأة قلعة كبيرة إذا سقط قلبها سقطت معه ..
المرأه ...تغلب أقوى الرجال بدمعه ..
المرأه مثل العشب الناعم ينحني أمام النسيم ولكنه لاينكسر..
المرأة الفاضلة تلهمك..والذكية تثير اهتمامك ..المراه الجميله تجذبك..والرقيقة تفوز بك...
ستظل المرأة لغزا مجهولا ..في الوقت الذي يعتقد الرجل
أنه قادر على حله...
عندما تبكي المرأة ..تتحطم قوة الرجل...
حياة المرأة كتاب ضخم مكتوب على كل صفحة من صفحاته كلمة ..حب ..
المرأة زهرة لا يفوح أريجها إلا في الظل..
تشعل المرأة النار بابتسامتها.."وتحاول عبثاً أن تطفئها بدموعها "

عذرا لكل النساء؟؟!!!!

ولكن ..لماذا لايحب الرجل دموع المراة؟؟؟!!
هنالك بعض النساء يستخدمن دموعهن كسلاح امام الرجل لكنه
في بعض الاحيان لايجدي نفعا امام نوع مختلف من الرجال
وهو الذي يكره دموع المراة........
لمــــــــــــاذا ؟؟!!

هل ياترى لان الرجل:

_ يتعب نفسيا لو اشعرته المراه انه سبب في تعاستها والدموع قد تكون دلاله على ذلك..
_ أو أن الرجل يرى دموع المراة ضعف وسذاجه وخاصة في بعض المواقف التي يرى الرجل انها تحتاج الى نقاش وليس للدموع..
_ أو أن الرجل يدرك ان دموع المراة سلاح وليس ضعف..
والان اريد ان اخذ آرائكــــم ايهـــا الرجال والنساء:

نبدأ بالرجال:

هل انت تصدق بدموع المراة وتحب المراة التي تبكي امامك؟؟!
ام انت من النوع الذي يكره دموع المراة؟؟!
هل تعتبر دموع المراة كاذبة أم تعتبرها ليست دائما كاذبة؟؟!
وهل تعتبر دموع المرأه ضعف شخصية؟؟!

والان المراة:

ايتها المراة هل انت من النوع الذي يبكي دائما دون سبب؟؟!
ام انت من النوع الذي يتمسك بدمعته امام الاخرين ولايفرط بها؟!!
هل تعتبرين المراة التي تبكي ضعيفة الشخصية ؟؟!
وهل أنتي من النساء اللاتي يعتبرن انه "" ليس هنالك من علاقة بين الدمعة والشخصية""

المصدر..المصطبة ..

الأربعاء، 16 أبريل 2014

التربية الأسرية من منظور الإسلام.. مقال بقلم/ د. إيناس الشافعي محمد

التربية الأسرية من منظور الإسلام.. بقلم/ د. إيناس الشافعي محمد



الأسرة نظام اجتماعي تربوي ضمن النظم والأنساق الاجتماعية وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي، وقد أودع الله سبحانه وتعالى في الإنسان هذه الضرورة بصفة فطرية، ويتحقق ذلك باجتماع الزوجين، والاتحاد الدائم المستقر بين الزوجين من شأنه أن يرسي دعائم الاستقرار الاجتماعي، وحينما يرزق الزوجان بالأبناء فإن هذا يعني مزيداً من التعاون والتآزر للاضطلاع بمهمة التربية لهؤلاء الأبناء.
وقد سُن الزواج للنسل والسكن النفسي، والالتقاء على ما يثمر المودة والرحمة ومشاعر الخير والتواصل، وصدق الله العظيم إذ يقول: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة الروم- أية 21.
وبلغ التشريع الإسلامي الغاية في الدعوة إلى أن تسود مكارم الأخلاق أعضاء الأسرة كواجب ديني لا يجب التهاون في أدائه ولا في إقامته؛ ومن هنا تميزت التربية الأسرية من منظور الإسلام بمجموعة من الأسس التي تقوم عليها، وتنطلق منها، وهذه الأسس تتمثل فيما يلي:
- الربانيـة: أي أن التربية الأسرية من منظور إسلامي تنطلق من العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية، وتقوم على منهج الإسلام وذلك لتحقيق غاية أساسية وهي ربط الإنسان بخالقه سبحانه وتعالى، في جانب من أهم جوانب حياته وهو الأسرة بكل عناصرها ومكوناتها.
- البنـاء الخلقـي: فالتربية الأسرية من منظور إسلامي تأتي في سياق المنظومة القِيَمية التي توجه سلوكيات السلم نحو الحث على كل ما هو خير، ورفض كل ما هو شر، ومن ثم فإن التربية الأسرية لا تمثل منظومة قِيَمية جديدة ولكنها تستفيد وتوظف المنظومة الخلقية لدى الفرد في إنتاج سلوك أسري يتميز بالحق والخير والجمال.
- الشمــول: أي أن التربية الأسرية من منظور إسلامي تتعلق بتهيئة عقل الإنسان وفكره وتصوراته عن الكون والحياة وعن دوره في عمارة الأرض، وعن علاقاته مع بني البشر الآخرين وفي مقدمتهم أفراد الأسرة.
- التـــوازن: أي أن التربية الأسرية من منظور إسلامي تراعي في الإنسان كل حاجاته ودوافعه ورغباته وتدربه على إشباعها وتلبيتها وتوجيهها الوجهة الصحيحة وفق منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بلا إفراط أو تفريط.
- الواقعيـــة: فالتربية الأسرية من منظور إسلامي تنظر إلى الإنسان باعتباره مستخلفاً في هذا الكون ويتطلب هذا منه القيام بمهام وأدوار حياتية في واقعه الذي يعيش فيه ، وفي تعامله مع الآخرين في واقع حياتي يتجدد باستمرار وتتغير عناصره ومدخلاته بشكل دائم، الأمر الذي يتطلب محاولة تحليل عناصر ذلك الواقع والبحث عن آلية تتناسب والتفاعل مع هذا الواقع وخاصة فيما يتعلق بالأسرة.
- التوجيـه العملـي: فالتربية الأسرية من المنظور الإسلامي تنطلق أساساً من العقيدة الإسلامية، والإيمان، والأفكار الإسلامية، وتلك الأخيرة تحتاج إلى العمل للتعبير عنها والبرهنة عليها وإثباتها، ومن ثم فإنه انطلاقا من أن العبادات في الإسلام أداءات قوليه وعملية يقترن فيها الإيمان بالعمل الصالح.
وجملة القول في هذا الشأن أن التربية الأسرية من منظور الإسلام تربية تسع الحياة كلها بما فيها من مشاعر واعتقادات وأعمال وعبادات ومعاملات وسلوك، وتصبح الحياة كلها داخل الأسرة وخارجها موجهة وجهة تعبدية يتم فيها التطبيق الفعلي للإسلام بتربية الفرد أُسرياً على العقيدة والمبادئ الأخلاقية الإسلامية.

د. إيناس الشافعي محمد
أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
كليتا الآداب والتربية للبات بأبها
جامعة الملك خالد

موقع تربيتنا

رَوْعة الإنجاز ..مقال بقلم/ د. حنان أبو لبدة




منذ بضعة أيام شاهدت لقاء تلفازيّا مع مدير لمؤسسة حيويّة في إحدى الدول العربية ، بسبب فوزها بدرع التميز والإبداع في العمل . 
وممّا أثار اهتمامي في اللقاء أنّ مدير هذه المؤسسة لم يتكلم أبدًا عن نفسه ، ولم يفخر بإنجازاته ، وإنّما عزا هذا التميّز إلى الموظفين الذين يعملون معه ، وأشاد بهم وبتفانيهم في إتقان العمل . 
وفي الحقيقة إنّ هذا الموقف الرائع من مدير هذه المؤسسة أكّد لي أنّ تميّز هذه المؤسسة يعود إلى نجاحه الباهر في قيادته لموظفيه ، وحسن تعامله معهم . 
واستلهامًا من هذا الموقف تحضرني صور لنماذج من البشر مبدعة معطاءة في المكان الذي شاء الله أن تكون فيه ، غير أنّها لا تحظى بشيء من التقدير ، ولا تعزّز ولو بابتسامة أو بكلمة طيبة . 
فكم من أم تتعب وتتفانى في خدمة أبنائها ، لا تسمع منهم كلمة تشعرها بالرضا ، وتجدهم ينكرون فضلها ، ويطلبون منها المزيد ، وكم زوجة تقدّم أقصى ما في وسعها لإرضاء زوجها ، لا تجده يعترف بشيء مما تقدّم ، وتنتظر أن يمدح شيئًا مما تفعل ، ولكنها لا تجد ، وكم من زوج يكدح من أجل أسرته ، ويتحمّل مصاعب الحياة ، ولا يجد من زوجته سوى التذمَر وعدم الرضا ، ومطالبته دومًا بالمزيد . 
وكم من موظف مبدع لا يعترف رئيسه بإبداعه ، ولا يسمع منه كلمة تعزّز هذا الإبداع ، وكثيرون هم المبدعون الذين يعملون بدأب وتفان ، ولا يجدون ما يستحقون من الثناء والتقدير . 
وإذا جاز لي أن أقيّم هذا الواقع أقول : إذا كانت هذه النماذج الرائعة من البشر تقدّم كلّ هذا العطاء ، وهي لا تحظى بالتقدير الذي يليق بها ، فماذا يمكن أن تقدّم ، لو حظيت بشيء من التقدير ؟.
لا شكّ أنّها ستعطي أكثر ، وتبني مجتمعاتها بصورة أمثل ، ستصبح شعلة دائمة من البذل والعطاء ، وتكون قدوة لكل من أراد أن يبني مجتمعه وينهض به . 
وبعد هذا أفلا يجدر أن تُمنح حقّها من التقدير ، الذي يؤجّج فيها الإحساس بروعة الإنجاز؟ .

د. حنان أبو لبدة 
قسم اللغة العربية
كليتا الآداب والتربية بأبها /جامعة الملك خالد 
موقع تربيتنا

أقوم بواجبي..مقال تربوي بقلم/ د. حنان أبو لبدة

قوم بواجبي..مقال تربوي  بقلم/ د. حنان أبو لبدة

أقوم بواجبي.. بقلم/ د. حنان أبو لبدة


كم من مواقف للبشر ، تثير تساؤلنا ، ونعجب منها كلّ العجب ، ونحدث أنفسنا بالأسباب التي دعت هؤلاء الناس إلى ممارستها ، والإصرار عليها . 

كأن نجدهم يعملون بجدّ ، في كلّ مكان يمكثون فيه ، ويتقنون أعمالهم ، شعارهم في ذلك ( إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ، وفجأة تتبدّل أحوالهم وأفعالهم ، ويفقدون حماسهم للعمل ، ونجدهم ينجزون أعمالهم بإهمال وتباطؤ ، دون إتقان ، وبالتدريج تصبح أعمالهم كلّها مشوبة بالنقص والتقصير . 
ويصبح حالهم كحال البشر الذين جعلوا التقصير منهجًا لحياتهم ، في أيّ عمل يسند إليهم ، إلى الحد الذي يحدث كوارث من حولهم ، بسبب هذا التقصير . 
ولو سألنا هؤلاء الناس ما الذي جعلهم يتحولون من الإخلاص والتفاني في العمل ، إلى التقصير والتراخي في إنجازه ؟ ، نجدهم يعللونه قائلين : أمضينا سنين طوال من عمرنا ونحن نعمل بجدّ وإتقان ، وتفان وتعب ، ومعظم الناس من حولنا يقصّرون في أعمالهم ونقوم في كثير من الأحيان بإنجاز تلك الأعمال ؛ حتى نصلح الخلل ، وننجز الأعمال كما ينبغي ، محاولين دومًا إصلاح أخطاء المقصّرين من حولنا ، غير أنّ هذا العمل أرهقنا ؛ لأننا ننجز أعمالنا وأعمال غيرنا. 
ومهما حاولنا الإصلاح نجد التقصير يعمّ وينتشر ، وطاقتنا لا تقوى على تجاوزه ، ووجدنا أعمالنا لا تصلح التقصير والفساد المتفشّي من حولنا ، كلّ ذلك تسبّب في إحباطنا ، وأُطفئت جذوة الحماس للعمل في قلوبنا ، وصرنا بمرور الوقت كغيرنا ، ننجز أعمالنا بإهمال . 
وعندما سمعت ما ذكروه حضرتني صورة ذلك العصفور الصّغير ، وما فعله عندما احترقت الغابة التي يعيش فيها ، فبعد أن شبّت النار في غابته ، غادرتها كلّ الحيوانات والطيور التي تعيش فيها ، إلّا هذا العصفور ، راح ينقل الماء بمنقاره ؛ ليطفئ النار ، فمرّ به غراب ، وقال له : ماذا تفعل؟ هل تظنّ أنّ قطرات الماء التي تحملها ستطفئ الغابة ؟ ، ردّ قائلًا : أنا أعلم أنّها لن تطفئ الغابة ، ولكنّي أقوم بواجبي ، ولديّ أمل بعودة رفاقي لإنقاذ غابتنا . 
ومن هنا أهمس في آذان كلّ المخلصين المتقنين لأعمالهم ، المبتغين رضا الله لا رضا البشر : بِكُمْ تعمر الأرض ، وبعطائكم تنهض مجتمعاتكم ، وينبغي أن لا يثنيكم انتشار الخلل والتقصير من حولكم عن إخلاصكم ، ولن يكون هذا العصفور الصّغير أكثر ثقة بنفسه ، وأكثر قدرة على العطاء منكم ، يا مَن تتطلّع أمّتكم إلى الخير المنبثق من أياديكم ، كونوا منارة لكلّ من أراد أن يزرع بذرة للخير في أيّ مكان شاء الله له أن يمكث فيه . 
د. حنان أبو لبدة / قسم اللغة العربية 
كليتا الآداب والتربية بأبها جامعة الملك خالد
موقع تربيتنا

الأحد، 13 أبريل 2014

حدود الخصوصية في الحياة الزوجية .. الكاتبة بدرية طه.

 حدود الخصوصية في الحياة الزوجية .. الكاتبة بدرية طه.





كثيرًا ما يشدد خبراء العلاقات الزوجية على أهمية الصراحة بين الزوجين، مؤكدين على أنها طوق النجاة لحياة زوجية بعيداً عن الشكوك، كما إتفق العلماء على أن مصارحة كل طرف للطرف الآخر بكل ما يضايقه منه هو الطريقة الوحيدة لحياة صحية ونفسية سليمة وأقل توتراً، ولكن هل هناك حدود لهذه الصراحة بين الزوجين أم أن هذه المصارحة المطلقة أساس لعلاقة زوجية سعيدة وسوية؟.

 صــراحة ذكـية:

في البداية تقول شيرين بكر: إن الصراحة بين الزوجين لا تعني أن تحكي المرأة بغباء، أو يسرد الرجل كل ماضيه بطريقة قد تفتح عليه أبواباً هو في غنى عنها، لكنها في الوقت نفسه تقول: إنّ الصراحة مطلوبة بين الزوجين فيما يتعلق بحياتهما المشتركة معاً، فهناك صراحة تقرب بين الأزواج وتجعل العلاقة بينهم تصل إلى مرحلة الصداقة.

وتؤيدها في الرأي ندي إبراهيم: إنه ليس من الواجب على الزوجة أن تخبر زوجها بكل شي في حياتها، ويجب أن يحترم كل شخص خصوصية الطرف الآخر، فقد تقول الزوجة أشياء صغيرة، ويصنع منها الزوج مشاكل وخلافات، فمن المفترض أن يكون لكل فرد داخل الأسرة خصوصياته.

وترى سمر فراج: أنه يجوز للمرأة إخفاء بعض الأمورعن زوجها، كأن يكون فيها عيب قد لا يلاحظه الزوج وتستطيع إخفاءه، حتى لا يؤدي ذلك إلى نفور الزوج منها، وهناك أمور يحق لها أن تخفيها كالأعمال الصالحة من صدقة وغيره، أو أمور الحياة الإعتيادية التي لا يلقي الزوج لها بالاً، أو فيما يتعلق بماضي الزوجة الذي لا علاقة له بحياتها مع زوجها، كما يحق لها أن تخفي عنه معصية بينها وبين الله فعلتها وندمت عليها فلا داعي لذكرها فقد تثبت في ذهن الزوج.

 طبيعة الــزوج:

وترجع غادة محمد الأمر إلي طبيعة الزوج فتقول: إن الأمر يختلف من زوج لآخر وفقاً لصفاته الشخصية، فمنهم من يريد أن تكون زوجته أمامه كتاباً مفتوحاً يعرف كل حرف فيه، ومنهم لا يحب أن يعرف إلا ما هو ضروري ولا يهتم بالتفاصيل، مكتفياً بمعرفة الأساسيات التي يكون له الدور الأكبر فيها فقط.

وعلى الجانب الآخر يقول سعيد محمود: إن مضمون الصراحة بين الزوجين يختلف عن الثرثرة، فكما أن هناك أشياء يجب ألا نحجبها فهناك أشياء يجب ألا تقال، لأنّها تجرح، موضحاً أن هناك أشياء إذا قيلت تضر بالعلاقة أكثر مما تنفعها، لذا على الإنسان أن يكون حذراً وأن ينتبه لكلامه، فالرزانة مطلوبة.

 مساحة من الخصوصية:

ومن جهته يقول أسامة عبد الرحيم: إنه من حق كل طرف أن يكون له بعض الخصوصيات فيما يتعلق بأهل كل طرف وأن يقدر كل طرف هذه الخصوصية، مشيراً إلى أن حفظ السر من الأمور الهامة والضرورية في الحياة، لافتاً إلى أن عدم تقبل كل طرف لخصوصية الطرف الآخر يخلق الكثير من المشاكل.

وبدوره ينصح الدكتور عبد الرحمن القراش -إستشاري أسري- الأزواج بالإتفاق من بداية الزواج على إيجاد مساحة من الحرية الشخصية، بحيث لا تؤثر على العلاقة بينهما، ومن سمات تلك الحرية عدم الحديث عن الخصوصيات التي من حق كل طرف الاحتفاظ بها.

ويضيف الدكتور عبد الرحمن القراش: على المرأة تقدير كل الأمور بميزان العقل بحكم معرفتها بزوجها، فليس كل شيء تعرفه الزوجة يجب عليها أن تتفوه به للزوج، وليس من حق الزوج إجبارها على الحديث عن كل شيء من خصوصياتها أو خصوصيات أهلها أو النساء اللواتي تعرفهن أو ما يدور في مجالسهن، لأنّ ذلك من قلة المروءة.

 حدود الصـــراحة:

وتؤكد خولة أحمد أخصائية الأمراض النفسية على ضرورة إحترام كل طرف لشخصية الثاني ولطبيعته النفسية وشخصيته المختلفة، فالزوج عادة ما يكون قليل الكلام وكتوماً وهذا يضايق الزوجة وتراه من جانبها إهمالاً أو تجاهلاً، بينما الزوجة كثيرة الكلام والتفاعل وهذا ما يفسره العديد من الأزواج على أنه إنفعال وثرثرة، وهو ما قد يخلق بينهما الصدامات.

وتنصح الدكتورة خولة كل زوج وزوجة بإمتلاك مقياس يمكن تقدير مثل هذه الأمور من خلال مثل، ماذا يقول؟ ومتى وكيف؟ على سبيل المثال، فإنّ الحديث بصراحة مطلقة عن علاقتهما بأصدقائهما أو أسرتيهما من الأمور الخاطئة، فالأهل والأصدقاء لهم أسرارهم الخاصة التي يجب الحرص عليها وعدم إفشائها، كما أنّ الإعلان عنها لن يفيد أي طرف، على العكس قد يسبب بعض الضرر، هناك أيضاً علاقات الطرفين السابقة للزواج من الممكن الحديث عنها بشكل عابر، لكن من دون الدخول في التفاصيل.

فيجب أن تكون هناك حدود للصراحة وإلا تحولت إلى نقمة تدمر العلاقة الزوجية، وخصوصاً إذا كان الزوجان ليسا على درجة كافية من التفهم والوعي والثقة المتبادلة.

الكاتبة: بدرية طه.

المصدر: موقع رسالة المرأة.

أمهات على حافة الجنون ..أميرة زكي.

   أمهات على حافة الجنون      أميرة زكي.

تغيرت الدنيا من حولها سريعا.. فبعد قصة حب جميلة داعبت مخيلتها إنتهت إلي عش الزوجية داهمتها المسئوليات.. هي الآن أم لأول مرة أخذت إجازة من عملها.. طفلها ما زال رضيعا يحتاجها في كل ثانية لتعتني به تلاحقها أعباء المنزل بجوار التزامات الأمومة، وتريد بجوار كل ذلك ألا تهمل حق زوجها.. فجأة تقف حائرة متوترة من كثرة متاعبها.. يسيطر عليها أحاسيس الضيق والتعب والملل وتشعر أنها على حافة الجنون.

وكشفت دراسة موسعة أُجريت عن مشاكل الأمهات بعد الولادة أنّ الأمهات الجدد يواجهن إحتمالات أكبر للإصابة بعدد من المشاكل النفسية، وقد سجل الآباء الجدد مشاكل نفسية مشابهة أيضاً لكنها لم تكن بنفس الكثافة التي عانت منها الأمهات، ووفقاً للخبراء فإنّ ذلك في الغالب يكون نتيجة لأنّ الآباء لا يتعرّضون لنفس التغيرات الجسمانية والإجتماعية المرتبطة بفترة الحمل والولادة.

ووجدت الدراسة التي بنيت على بيانات أكثر من 3.2 مليون شخص أعمارهم فوق الثلاثين أنّ الأشهر الثلاثة الأولى التي تتبع الولادة هي الأكثر خطورة على صحة الأم العقلية، خاصةً أول أسبوعين، ذلك لأنّ الأم تصطدم للمرة الأولى بقدر المسئولية الملقاة على عاتقها في تلك الفترة، كما أنّ الأمهات الجدد يُسجلن أكثر حالات السيدات اللاتي يزرن الطبيب النفسي لطلب النصح والإستشارة.

ومن الأمراض النفسية التي عانت منها الأمهات كانت أعراض الإكتئاب والفصام ومشاكل التكيّف والقلق.

* تقول نهلة -متزوجة منذ عامين: عندما وضعت طفلي الأول وأخذت إجازة من عملي كنت متعبة للغاية وأشعر بملل وضيق من كثرة مسئولياتي لا أستطيع النوم جيدا وأشتاق للخروج من المنزل ولقاء الناس ولكن أعباء الأمومة والزواج كانت تلاحقني شعرت بالملل والوحدة والضيق كثيرا حتى إنتهت إجازة الوضع وعدت لعملي وكنت أذهب بطفلي إلى حضانة أثق بها في فترة عملي وها أنا بدأت أتخلص من إضطراباتي النفسية.

* وتحكي لنا إيمان -متزوجة من خمسة أعوام- عن تجربتها مع الأمومة فتقول: قبل الزواج كنت أحب الخروج كثيرا وكانت أمي تدللني وتقوم بكل الأعمال المنزلية تقريبا وبعد الزواج إشترط زوجي ألا أعمل وأن أتفرغ لبيتي ثم أنجبت سريعا وكان طفلي شاغلي الشاغل، وكنت لا أتمكن من أداء كل المهام الجديدة وأرجئ بعضها لكن رعاية طفلي منن كل الجوانب كانت همي الأكبر.. شعرت أحيانا بالتعب وأحيانا مللت من عدم وجود وقت للراحة واللهو ولكن فرحتي وفرحة أهلي بطفلي كانت تمحو الضيق من صدري.

وتتابع بعدما أنجبت طفلي الثاني أصبح الأمر أشد قسوة ومسئولية تربية الطفلين أضخم فأصبحت كثيرة العصبية والتوتر ولكني أحاول التكيف والصبر.. والآن وبعد إنجابي الطفلة الثالثة أقترب من الجنون وأصبحت عصبية جدا وكثيرة النسيان.

* هبة متزوجة منذ أكثر من عامين وأم لطفل واحد، تؤكد أن بسمة طفلها تكفيها من الدنيا وأن حياة الأمومة في أولها ربما يصاحبها كثير من التعب بجانب فرحة الأم وشعورها الرائع بطفلها وتداهمها مشاعر من الإضطراب والملل ولكنها تحاول أن تدواي ببسمة طفلها كل هذا الضيق.

[] منــاخ ممــيز:

يقول الدكتور إبراهيم شكري، إنه على الأم أن تجعل الهدف الأسمى لها هو خلق مناخ مميز في علاقتها بأسرتها وأطفالها لأنهم الزهرة المثمرة في حياتها.

وفي كتابه -أنا وطفلي والطبيب- يقدم شكري، مجموعة من النصائح التي توصل إليها خبراء ومتخصصو الطب النفسي عن الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الإتزان المطلوب مثل الإستيقاظ المبكر، وتأجيل الأعمال المنزلية بعد نوم الطفل وقضاء بعض الوقت معه، ويطالب كل أم بالتحدث إلى الطفل حتى ان كان في سن لا يستوعب فيه الكلام إلا أنه يستمع إلى الأم بتركيز شديد.

كما ينصحك الخبراء بعدة خطوات للحصول على وقت فراغ مناسب دون الشعور بالإحباط مثل ممارسة الرياضة لأنها تعطي الجسم الإندروفين الإيجابي الذي تحتاجين إليه للتحول من العبوس للسعادة فـ 30 دقيقة فقط من التمارين القلبية يمكن أن تصفي ذهنك وتساعدك على العود واجباتك اليومية بمزاج أفضل.

خططي وقتك بحكمة، خذي معك كتابا أو مجلة عند الذهاب للتنزه مع الطفل، أو رتبي لنزهتك بالتزامن مع قضاء أمور أخرى، ولا تنسي أن تخصصي وقتا لصديقاتك، فكونك أصبحت أما لا يعني بأن تقضي كل أيامك أما في البيت أو العمل، خصصي وقتا لك ولصديقاتك ولا تنسي بأن صديقاتك يوفرن لك دعما رائعا ومطلوبا خاصة في الأيام التي تشعرين بها بالكآبة والإحباط.

ولا تنسي وقت الغفوة فعندما ينام الرضيع لا تجهدي نفسك في العمل بل خذي وقتا مستقطعا لك أنت أيضا، ولن تحتاجي إلى كل أوقات الغفوات ولكن واحدة فقط يمكن أن تساعدك على تجديد طاقتك، ولا تنسي الماء الدافئ ودوره في تخفيف الضغوط والتوتر.

[] لا تبحثي عن المثالية:

لا تحاولي أن تكوني أم مثالية فالأمومة ليست مجرد خطوات أو ملاحظات بصرية بل مهارة سلوكية، لذا لا تحاولي أن تفرضي صورة الأم المثالية على صورتك، ولا تقارني بين أطفالك وأطفال الآخرين، وإسمحي لنفسك بأخذ الفرصة الكاملة للتعلم، ولا تتوقعي أن تنجحي من أول مرة، وسامحي نفسك عندما ترتكبين الأخطاء.

حاولي أن تتمكسي بالمنطق والعقلانية وإستعيني بالله ثم بالآخرين وإختاري النصيحة الجيدة فسوف تسمعين للعديد من النصائح خلال مرحلة الحمل والولادة والرضاعة، بعض النصائح منطقية وإذا كان لها أساس علمي فهذا أفضل، وبعض النصائح مجرد وهم، حاولي البحث عن أساس علمي أو نتيجة واقعية للنصائح حتى تستفيدي منها، وحتى عند ذلك، بعض النصائح والطرق لا تناسب كل الأطفال، فلكل طفل خصائصه المختلفة.

[] المرأة العاملة:

الأم العاملة تعرف مسبقا بأن ساعات نهارها تحتاج لكثير من تنظيم كي تنجح بالمجالين فيصبح تنظيم ساعات نهارها هو من أولوياتها وتحتاج إلى كثير من الدقة والتنظيم خاصة إذا كانت من النوع الذي يحب النجاح والتوفيق بين المجالين.

وأكثر ما يساعد الأم العاملة هو مشاركة الأبناء والزوج في الخدمات البيتية اليومية وتعاونهم فمن المهم أن توزع الأم وظائف بيتية على أفراد اسرتها وتربي أولادها على المسئولية والإعتماد على النفس.

الكاتب: أميرة زكي.

المصدر: موقع رسالة المرأة.

السبت، 5 أبريل 2014

تعنيف الزوج لزوجته.. لِمَ؟! سحر المصري





عنف.. وظلم.. وضرب.. وصفع.. ولَكْم.. واضطهاد.. واستغلال.. واحتقار.. وعصبية.. ولعن.. وشتم..
ألفاظٌ تشمئز منها النفوس بمجرد النطق بها.. فكيف بمن عاشها حقيقة مرّة في حياته؟! ومَن يجرؤ على القول بأنه يرضى أن يُعنِّف فضلاً عن أن يقبل ذلك على أي كائن من البشر؟! لا شك حينها أن الضباب سيكون قد أعمى بصيرته قبل بصره.. أو أنه حاقد يريد أن يغرِّر الناس من حوله لتمرير ما يريد فيستجيب له حاقد مثله.. أو جاهلٌ.. أو متكبّر!

في غمرة الحملة المحمومة لإقرار قانون العنف الأسريّ خرجت ادّعاءات أن ملايين النساء في العالم العربي يتعرّضن للعنف ولو مرة في حياتهنّ.. راودني سؤالٌ ولا يزال!


ما السبب الذي جعل عصبةً من أبناء الصحراء الذين خرجوا للتو من جاهلية جهلاء والتزموا بشريعة الإسلام السمحة يعاملون نساءهم برقيّ لم يستطع الغرب "الحضاري" أن يلتزم ذلك الاحترام والرقي في التعامل معها؟! ولِم لَم يسجّل على الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو قدوة المسلمين أجمعين حادثة ضرب واحدة في حق نسائه؟!

بل على العكس تماماً.. كان هذا الأمر مستهجناً.. فحين أتت فاطمة بنت قيس لتستشير الحبيب عليه الصلاة والسلام فيمن تتزوج، قال عليه الصلاة والسلام: "وأما أبو جهم فرجل ضرّاب للنساء".. فاعتبر هذا السبب كافيا لترفضه!

فما الذي جعل هؤلاء "الرجال" يعون أسرار الحياة الزوجية ويعلمون كيف يتعاملون مع نسائهم في الزمن الأول؟!


قد يقول قائل أن المرأة في تلك الحقبة كانت مطواعة وغير متطلبة وكانت تسير تحت لواء الرجل بدون التعرّض لموضوع المساواة والحرية.. وربما يكون الأمر كذلك.. ولو أنني على يقين أن المرأة هي المرأة في أي مكان وأي زمان كانت.. وباعتقادي فإن النساء في تلك الفترة كنّ على الفطرة لم يدنّسن بشعارات برّاقة وكنّ يعلمن أن الله جل وعلا حق وأن شريعته هي طوق النجاة.. فالتزمن! ثم قد رأين من الدونيّة والتعامل القاسي قبل الإسلام ما رأين.. فحين جاء وحرّم وأد البنات وحدّد التعدد بأربع فقط -وقد كان العدد مفتوحاً- واستوصى بالنساء خيراً وأورثهنّ وأعلى من قدرهنّ علمن أنه الخير كله.. وأن تعاليمه هي التي تحميهنّ وتجعل حياتهنّ مستقرة..

وتوقفت عند السؤال الأساس.. لِم قد يعنِّف زوج زوجته؟! ما الدوافع لذلك وهي من المفترض أن تكون السكن الروحي له؟! وأن تظلّل حياتهما المودة والرحمة كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم؟!


وبدأت البحث مستعينة ببعض الإحصائيات والدراسات والكتابات..

"كشف تقرير لهيئة حقوق الإنسان أن إدمان المخدرات هو الدافع الأكبر لما قد تتعرض له المرأة من عنف على يد زوجها أو ذويها بنسبة تزيد على 35% من قضايا العنف ضد المرأة."

"ونشطاء في مجال حقوق الإنسان يعزون ذلك إلى العوامل الاقتصادية التي تدفع بعض الأزواج والآباء إلى ممارسة العنف تجاه عوائلهم كرد فعل على إخفاقهم في توفير مستوى معاشي مناسب لهم.. وبعضها تعود إلى عوامل نفسيّة.. وبعضهم قال أن سبب نمو ظاهرة العنف الأسري هو الغزو الثقافي الغربي من خلال ما تبثه وسائل الإعلام من أفلام موجهة في سبيل ترسيخ قِيَم العنف والقسوة في نفوس الفئات المستهدفة!

يؤكّد الدكتور ميسرة طاهر أنه حين يعجز العقل يتحدث الجسد.. فالمرء عندما يجد نفسه عاجزاً عن إيصال فكرته أو فاقداً لقدرة إقناع من حوله يبدأ برفع طبقة الصوت ثم التلفظ بألفاظ جارحة ثم استخدام اليد إما مباشرة أو غير مباشرة وهذه تكون أول علامة بأن العقل قد تعطّل ويبدأ العنف النفسي أو الجسدي! وحين يملك المرء أية وسيلة للإقناع لا يحتاج لأي نوع من العنف.. ومن أسباب العنف أيضاً بالنسبة للدكتور ميسرة مفهوم التملك.. والذي هو تراث نفسي من أن الرجل يملك زوجته.. مع أن هذا التفكير ليس من الشرع بشيء! فالزوجة زوجة وليست ملكاً لليمين!


وتقول الأستاذة نورة الصفيري أن أسباب العنف الزوجي تختلف باختلاف الأشخاص.. ولعل أهمها يكمن في: الاضطرابات النفسية وعدم تقبل الشخص لذاته.. والرغبة في الشعور بالقيمة.. الأميّة الدينيّة.. والجهل بأسس العلاقة الزوجية.. النظرة الدونيّة للمرأة والفهم الخاطئ للقِوامة.. عدم التوافق والتكافؤ وعدم قبول الزوجة.. إدمان المسكرات والمخدرات.. نشأة الزوج في جو أسريّ مضطرب..

وتعتبر الدكتورة سلطانة معاد أن العنف الأُسريّ أمر غريب عن مجتمعاتنا الإسلامية.. وتقسِّم الأسباب إلى ثلاثة أسباب أساس وهي: أسباب ذاتية -خاصة بالزوج أو بالزوجة- وأسباب اجتماعية وأسباب مجتمعية..


فأما الأسباب الخاصة بالزوج فترجع إلى خلل نفسي في شخصيته.. وأسباب راجعة للزوجة كعصيان الزوج والإهمال وعدم الطاعة والعناد والتسلط وغيرها.. وأما الأسباب الاجتماعية فتتمثّل في الظروف الأُسريّة والاجتماعيّة والاقتصادية للزوج.. وأما الأسباب المجتمعية فتتمثّل في العنف الذي تنقله لنا الفضائيات والانترنت.. وانتشار سلوكيات سيئة والتغيير في شكل العلاقات وطغيان المادة على الحياة الاجتماعية..

وتشير الدكتورة الجوهرة بو بشيت إلى أن الزوجة قد تكون هي مَن يحمل زوجها على العنف إن كانت "سليطة اللسان وتعتمد في تعاملها مع زوجها على قاعدة: إن تكن.. أكن.. وإلا.. فلا! وترفع صوتها عليه وتستفزه بالكلمات غير اللائقة".. فهل تخلو نساء اليوم من هذه الأمور ليتحمّل الزوج وحده تبعيّة هذه الأسباب؟!؟

ولعل الجميع يعرف أن المرأة تمرض في كل شهر مرة وفي هذه الفترة تصبح عصبية المزاج وحساسة إلى درجة كبيرة فقد تفسّر نظرةً بطريقة خاطئة وقد تسيء فهم موقف أو إشارة من الزوج وتعتبر ما يحدث عنفاً من الزوج بينما هي المسؤولة عن سوء التفاهم ذاك!


ونعود لنقول أن علماء الاجتماع أوضحوا أن العنف بأغلبه سلوك مكتسب فهلا فكرنا قبل إقرار قوانين لزج الرجال في السجون نتيجة هذا العنف "النفسي أو الجسدي أو الجنسي" أن نجد حلولاً للأسباب التي تحوِّل الرجل إلى معنِّف؟! فلطالما سمعنا أن الوقاية خير من العلاج.. فأين هذه المبادرات التي تحمي الأسرة بحماية أركانها من الانزلاق إلى حفرة العنف؟!

في الحقيقة لقد مررت على الكثير من الدراسات التي تتناول موضوع العنف الأُسريّ وتحديداً تعنيف الزوج لزوجته.. ووجدتُ حلولاً كثيرة يمكن أن تساعد في التخلص من هذه المعضلة إلا أنني لم ألحظ في أي منها طروحات غريبة كتلك التي يريدون إقرارها في القانون والتي تتمثّل بسجن الرجل عند أول خطأ أو "تعنيف" بقصد أو بغير قصد!


من ضمن الحلول التي طُرِحَت والتي تستحق التوقف عندها التربية الصحيحة.. والوعظ والتوجيه والإرشاد حول الحياة الزوجية.. وإضفاء البُعد الديني والقدسية لهذا الميثاق الغليظ.. وكذلك تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية في مراكز الإرشاد والتأهيل الأسرية مع تحديد خط ساخن للتواصل المباشر وعند اللزوم..

وحين يكون هناك حالات منفِرة تتجلى فيها عدوانية الزوج وحالته المَرَضية فحينها يكون العلاج بإبعاده عن الأسرة وعلاجه أو أن يكون آخر الدواء الكي بتطليقه من زوجته.. ولعل دور الدولة هنا يظهر بضرورة تأمين مستلزمات هذه الأسرة وعمل للمرأة حتى تفيء إلى وضع طبيعي مستقر بعدها..

لله دره من دين.. فلو نظرنا إلى كل هذه الأسباب التي تجعل المرأة والرجل فريسة للعنف إن فاعلاً أو مفعولاً به لوجدنا أنه أرشد إلى الوقاية منها قبل وقوعها.. وبتّ مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بضرورة بناء هذا الزواج على أساس ديني لأنه الوحيد الكفيل بإبقاء الشفافية فيه.. فالدّين حرّم المسكرات والمخدّرات وبذلك انتفى السبب الأول للعنف! والدِّين أرشد إلى القناعة وبذلك يعلم المؤمن أن رزقه لا بد آتيه ولو ركض ركض الوحوش فلن يحصل إلا على ما كتبه الله جل وعلا له.. والدِّين أمر بعدم تضييع الوقت فيما لا طائل منه فلا أفلام عنف ولا مسلسلات رعب وإنما سكون وطاعة ولهو بريء.. والدِّين أسس بنيان هذا الزواج على قاعدة ثلاثية مباركة تضمن استمرارية الزواج واستقراره وهي المودة والرحمة والسكن.. وحدد الحقوق والواجبات لكلّ من الزوجين فلا يتعدى أحدهما ولا يتجاوز.. وأرسى مفاهيم القِوامة والشورى والقيادة في البيت فإن ظلم الرجل يُحاسب! والمؤمن لا يعاني من مشاكل نفسية لأنه سلّم الأمر كله لله جل وعلا فيعيش راضياً مرْضياً متفائلاً متوكلاً على ربه.. وهو لا يتأثّر بالغزو الفكري الغربي لأنه يستطيع التمييز بين الغث والسمين.. ويعلم ما يُكاد من أعداء الدِّين.. فيلفظ كل فكر مستورد وسلوك دخيل! والمؤمن يرتقي بنفسه وروحه من خلال إيمانه بالله تعالى ..وهو يرجو الله تعالى والدار الآخرة ويعلم أن هذه الدنيا دار مرور وفناء فلا يلتصق بالماديات على حساب الروح!


وإني لأتساءل لِم كان أقصى ما فكرت به الجمعيات العلمانية هو إقرار قانون بدأوا بالعمل عليه منذ سنوات ذوات عدد؟! ما الخطوات الإيجابية التي انتهجوها من جهة مراقبة الإعلام الفاسد الذي ينشر ثقافة العنف.. ومن جهة نشر التوعية الإرشادية للمقبلين على الزواج.. أو نشر القِيَم وترسيخ المبادئ.. أو إطلاق حملات توعوية في كل مكان.. ألم يكن من الأجدى إشعال هذه الشموع بدل اللجوء إلى المخافر والسجون؟!؟
سؤال يرسم لجنة المرأة في الأمم المتحدة ومَن ينعق باسمها في البلدان العربية..!




المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام