ن تكوني أمً مرحة فإن هذا لا يعني بالضرورة أن تكوني أمًا متسيبة، فالفارق كبير بين أن تعتمدي المرح والروح الخفيفة في التعامل مع أبنائك وبين أن تكوني مقصرة في واجباتك الرقابية عليهم، وكونك أمًا مرحة يعني أنك ستعطين أبناءك هامشًا من الحرية المسؤولة رغبة منك في جعلهم يستمتعون بهذه المرحلة من حياتهم التي يتعلمون فيها القيم ويختبرون فيها الحياة ليكتسبوا الأخلاق والسلوكيات الحميدة.
في البداية يجب عليك أن تسمحي لأبنائك بالحديث والتعبير عن أنفسهم وطرح وجهات نظرهم وآرائهم ولا بد أن يشعروا برغبتك الكاملة في الاستماع إليهم والتجاوب مع ما يقولون، مما يستلزم أن تكوني بالفعل مهتمة بما في داخل أبنائك من أفكار ومشاعر ولا تكتفي فقط بأن يكونوا ممتثلين لما ترين أنت أنه الصواب.
من الضروري أن تكتسبي ثقة كبيرة في نفوس أبنائك وبناتك حتى يكونوا قادرين على مصارحتك بكل ما يحدث لهم أو يواجههم في معترك الحياة، واعلمي أن هذه الثقة تبنى يوماً بعد يوم وتعتمد بشكل أساسي على عدم الإحراج فكلما استطعت ألا تحرجي أبناءك في أي موقف مهما كان صغيراً أو عابراً كلما ازدادت ثقتهم فيك وجعلتهم أكثر رغبة في مصارحتك بكل ما يمكن أن يتعرضوا له خارج المنزل.
في بعض الأحيان وحتى تكوني أما مرحة بمعنى الكلمة يجب أن تسمحي لأطفالك بالمشاركة في بعض المناسبات الاجتماعية التي تكون مخصصة عادة للكبار، لأن هذا يكون دليلاً كبيراً على مدى ثقتك في سلوكياتهم واحترامهم لأنفسهم ولك وفي الوقت نفسه ستكونين أمًا مرحة غير متشددة في التعامل.
من الأمور المهمة كذلك عندما يصل أبناؤك إلى مرحلة المراهقة ألا تجدي حرجاً أو صعوبة في مصارحتهم ببعض الأمور الشخصية التي تتعلق بحياتك الخاصة، لأنك بهذا الأسلوب ستكونين بالفعل أقرب إلى قلوبهم وعقولهم وستكونين قادرة على إثبات أن معنى الصداقة الحقيقية الناشئة بينك وبينهم هو معنى واقعي مطبق بشكل فعلي وليس مجرد شعاراً رناناً ليس له مدلول واضح.
لا تخجلي أو تترددي في التعبير عن الإعجاب بهم وأفعالهم ونجاحاتهم وكلما كنت أكثر مرحاً كلما كان تعبيرك عن الفرحة بما يحققونه من إنجازات أكثر سهولة ووضوحاً.
يجب ألا تتغافلي عن التعبيرات العاطفية البسيطة مثل القبلات الحانية والعناق الذي يعبر عن المحبة والألفة والاعتزاز بوجود هؤلاء الأبناء الطيبين الناجحين في حياتك.
يجب ألا تتغافلي عن التعبيرات العاطفية البسيطة مثل القبلات الحانية والعناق الذي يعبر عن المحبة والألفة والاعتزاز بوجود هؤلاء الأبناء الطيبين الناجحين في حياتك.
من الضروري أن تكوني حاضرة في وقت الأزمات والمشكلات لأنك حتى تكوني بالفعل صديقة لأبنائك لابد أن تكوني قادرة على تقديم المساعدة الحقيقية الفعالة في الوقت المناسب وألا تتخلي عنهم في الوقت الحاسم أو يكون كل همك وشغلك الشاغل هو تحميلهم المسؤولية عن أفعالهم وإلقاء اللوم عليهم.
اعتمدي على منهج المصارحة والمكاشفة وحاولي أن تعرفي على وجه التحديد ما هي الأمور التي تسبب الحرج لأبنائك حتى تكون هذه الأمور كلها خطوط حمراء بالنسبة لك في مستقبل التعاملات سواء بينك وبينهم أو أمام الآخرين
رسالة المراة