قلقة.. مهمومة.. مرهقة النفس.. خائفة من الفشل.. مشغولة الفكر .. هذه حال المقبلات على الزواج قبيل ليلة زفافهن في الغالب الأعم، ويعد ذلك طبيعيًا لأنهن مقبلات على حياة جديدة تختلف تماما عما نشأن واعتدن عليه، فبعد أن كن يعيشن في كنف أُسَرهن ينعمن بالرعاية والحماية ولا يتحملن أعباءً ومسؤوليات، صرن مقبلات على عالم آخر جديد ومسؤولية بيت وزوج، ومستوى اجتماعي لم يألفنه بعد، وعادات وتقاليد ربما تختلف عن العادات التي نشأن عليها، إلى جانب المزيد من الخوف والتوتر بسبب ليلة الزفاف نفسها والتي تتطلب إعدادًا وتجهيزًا خاصا، لأنها بحق ليلة تختلف شكلً ومضمونًا عن كل الليالي، ولذلك تحلم كل فتاة بأن تكون ليلة زفافها الأجمل والأفضل، حيث تعد المدخل لحياتها الجديدة مع من اختارته زوجًا ليقاسمها ويشاركها ما تبقى لها من عمر..
وحتى تستطيع كل مقبلة على الزواج أن تجعل ليلة زفافها ليلة هادئة سعيدة بلا منغصات وآثام من شأنها إفساد حياتها الزوجية فيما بعد، نقدم مجموعة من النصائح والإرشادات التي لو حرصت على اتباعها لطابت نفسها وسعد قلبها واستقرت حياتها بمشيئة الله عز وجل:
أولًا: الحرص كل الحرص على تقوى الله والإقلاع عن المعاصي والذنوب لأنها تسبب المصائب وتكدر الحياة وتجلب التعاسة والشقاء
قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}،
الشورى: 30
ثانيًا: حاولي تهدئة وطمأنة نفسك بقدر الإمكان، ويتحقق ذلك بحسن الظن بالله والتوكل عليه وتوقع الخير دائمًا، والمداومة على الاستغفار والدعاء وأذكار الصباح والمساء.
ثالثًا: كوني واقعية واعلمي أنك لم تحصلي على زفاف كامل ولكن ابذلي جهدك لتحققي ذلك بواقعية ودون مبالغة ، وتوقعي حدوث بعض المشكلات حتى لا تتفاجئي بها.
رابعًا: إذا كان لديك تصور محدد لليلة زفافك أو حلم طالما حلمت بتحقيقه، تمسكي به، وركزي على ما تريدين، ولا تتركي الآخرين يفسدون تفكيرك ويضيعون حلمك.
خامسًا: ينبغي أن تدركي أن أمورًا غير متوقعة ربما تحدث ولذلك عليك أن تحتاطي وتضعي الخطط والاحتمالات والخطط البديلة.
سادسًا: احرصي على خلو ليلة زفافك من المنكرات التي تغضب الله وينزل بسببها البلاء.
ومن بين هذه المنكرات: الإسراف والتبذير في تجهيزات الزواج.. والاختلاط البغيض بين المعزومين رجالا ونساء.. والغناء الفاحش والرقص .. والسهر إلى وقت متأخر مما يفوت صلاة الفجر على المعزومين.... إلخ.
سابعًا: احرصي على ارتداء فستان ساتر وحجاب أنيق غير لافت في هذه الليلة، ولا تبدأي حياتك بمعصية بدعوى أنها ليلة العمر.
ثامنًا: حاولي أن يكون من المعزومين أناس من الفقراء والمساكين وإن لم تتمكني من ذلك، ابحثي عن مؤسسة خيرية موثوق بها واتفقي معها للحضور وأخذ ما تبقى من الأطعمة والحلوى لتوزيعها على المحرومين.
تاسعًا: ثقي تمام الثقة بأنه من أرضى الناس بسخط الله، أسخط الله وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.. فلن ينفعكِ من في الأرض جميعًا لو سخط عليك الله وأشقاك في دنياك وأخراك، ولن ينفعوكِ أيضًا لو صارت حياتك جحيما بما كسبت يداك لإرضائهم على حساب سخط الله.
رسالة المراة