أمك هي أكثر شخص على هذه الأرض يتمنى لكِ الخير، ويسعد لسعادتك ويحزن لحزنك، ومهما بلغت الخلافات، أو بدا لك عدم التفاهم في بعض الأحيان، فإن أمك هي أحرص الناس عليكِ.. ربما لا تتمكن من أن توصل لكِ هذه الحقائق كما تريدين.. وربما تثقلها هموم الحياة فتظهر غاضبة أو غير مبالية، ولكن الحقيقة هي أنك جوهرة قلبها..
فكيف إذا أصبحت بكل هذا الحب لكِ صديقة؟..
كيف إذا استطعتما تجاوز الفرق العمري والتقارب والتشارك في تفاصيل يومية كثيرة؟
كيف إذا أصبحت العلاقة بينكما قائمة على التفاهم وتبادل الرأي؟
إليكِ بعض الخطوات الأكيدة لتصبحي صديقة والدتك المفضلة بإذن الله، ولكنها تحتاج إلى صبر واحتساب للأجر العظيم ببر الأم.
1ـ تعاونا على الطاعة
لا شيء يجمع قلبين أقوى وأروع من ذكر الله وطاعته، صليّا معًا، احفظا القرآن الكريم، اقرءا كتبا نافعة، شاهدا برامج دينية مفيدة..
فإذا كان التواصي بالحق وبالصبر مطلوبًا مع المؤمنين بصفة عامة، فمع أحق الناس بحسن الصحبة وهي الأم أولى وأوجب.
2- كوني سندًا لها
تشعر الأم بسعادة لا توصف عندما تجد ابنتها سندًا لها، عندما تشعر أنها بعد سنوات من العطاء والصبر والتحمل والتربية أصبح لديها فتاة يُعتمد عليها..
تولي عنها مهام رئيسية في المطبخ، قومي بإعداد الغذاء في بعض الأحيان بالكامل هدية لها، أعدّي لها الإفطار في السرير في بعض الأحيان.. أشعريها بأنك تسعدين بتدليلها.
إن محاولة الفتاة أن تثبت شخصيتها ونضجها لا يكون بالكلمات وحدها، فعندما تظهر فعلًا كشخص يعتمد عليه ويتحمل المسؤولية، ويقوم بمهام كثيرة.. عندها يفرض في عقول من حوله حقيقة أنه ناضج وأهل للمسؤولية والقرار.
3ـ شاركيها بعض الترفيه
كثير من الفتيات يتعاملن مع أمهاتهن على أنهن كبيرات ولا يمكن الاستمتاع معهن بشيء.. أما إذا استطعتِ أن توجدي مساحة تقارب بينك وبين والدتك فيها مرح وترفيه وضحكات وبعض اللعب فإن هذا سيوجد إحساسًا قويًا بالصداقة بينكما.
4ـ اطلبي رأيها
اطرحي عليها بعض الأمور أو ربما مشكلة لصديقة ما، واطلبي رأيها، وتحاوري معها بود، وكوني حذرة من إبداء استيائك من رأيها أو بعده عن الواقع، بل أشعريها بأن رأيها سيفيد في حل الأمر.
5ـ الدعاء
اطلب منها الدعاء دومًا، وأكدي أمامها على حرصك على بركة دعائها لكِ.. وفي الوقت نفسه ادعي لها، ورددي :" ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرًا".. و"رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب".
6ـ الهدية
لا تحتاجين ليوم في العام حتى تقدمي لوالدتك هدية، اغمريها بالهدايا المختلفة، قدمي لها وردة جميلة مصحوبة بورقة صغيرة تحمل كلمات رقيقة مثل "وردة لأجمل وردة.. أمي"..
الهدية ليست مجرد مال، إنها تعبير عن الاهتمام والجهد والتفكير لإسعاد الآخر.
7ـ مشاعر جميلة وامتنان
اختاري الوقت المناسب لتخبريها أنكِ تدركين أن أجمل صفاتك في الشكل والشخصية أخذتِها منها، وأنك ممتنة لطريقتها في التربية، اذكري بعض المواقف القديمة الجميلة التي لا تنسيها.. ضخمي الصغير من المعروف، وقللي من شأن السلبيات التي في ذاكرتك من والدتك... فإن الدخول في محاكمة العقل والقلب للأبوين تقسي القلب، وتُصعب البر، وتقضي تمامًا على فكرة الصداقة معهما.. وقولي لنفسك دومًا إنك لا تدركين كيف كانت ظروفها وأحوالها وما عانته.
8ـ تقبلي أفكارها وآراءها، وتحملي طلباتها وانتقاداتها بصدر رحب.
كلما خطوتِ في صدقاتك مع أمكِ كلما خفت الانتقادات منها، وأصبحت العلاقة بينكما قائمة على التغاضي والتفاهم.. ولكن هذا لن يأتي إلا بتحمل، ولا يمنع أيضًا من بقاء بعض الانتقادات أو الطرق التي لا تريحك.. فاحرصي على الصبر وعدم التفوه أو إصدار أفعال تهدم كل ما بنيتِه.
9ـ استمعي لها
قد تكون والدتك في مرحلة عمرية حرجة، مثل سن اليأس، قد تكون لديها مشاعر مضطربة، قد تحتاج إلى عقل شاب وقلب محب مثل عقلك وقلبك ليستمع لها ويحنو عليها ويتفهمها.
10- خذيها إلى سنّك أحيانًا
في داخل كل امرأة مهما كبرت طفلة وفتاة، تحب التزين والاهتمام بالنفس، تحب أن تشعر بالشغف بقضية ما أو موضوع أو هواية.. ولكن الأم بعد سنوات من المسؤولية العظيمة غالبًا ما تسقط منها الكثير من هذه الأمور.. وعندما تجد ابنتها تأخذ بيدها برفق وحب واهتمام إلى عالمها الوردي الجميل ستشعر بالسعادة، وبأن عمرها الطويل لم يضع..
أخبريها عن بعض طرق التزين والاهتمام بالجمال، بل اعرضي عليها بقوة أن تساعديها في بعض الأمور.. مثل تغيير تسريحة شعرها أو لونه، أو تعلم طرق معينة لوضع الماكياج، أو بعض المستحضرات والوصفات لإخفاء التجاعيد مثلا.
علميها بعض التقنيات الحديثة التي قد لا تكون عارفة أو ماهرة فيها مثلك، علميها تصفح الإنترنت، عرفيها على بعض المواقع والمنتديات المفيدة، علميها استخدام وسائل التواصل المختلفة.. فمعك أنتِ فقط ستشعر بأريحية أن تخرج الفتاة بداخلها، وستقبل منكِ ما لا تقبله من غيرك.. وستشعر أنك لست فقط ابنتها.. ولكن صديقتها المفضلة.
رسالة المراة