‏إظهار الرسائل ذات التسميات استشاراتكِ وفتاواكِ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات استشاراتكِ وفتاواكِ. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 4 مايو 2014

كيفية معرفة أيام التبويض واستغلالها لزيادة نسبة الحمل!

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


أنا سيدة متزوجة من 10 أشهر، خلال هذه الأشهر لم أحاول الحمل ولم أستخدم أي موانع، مع العلم أن دورتي الشهرية غير منتظمة، مع وجود تكيسات بسيطة على المبيض، ومنذ الشهر المنصرم بدأت بأخذ دوفاستون، ونزلت علي الدورة بتاريخ 20/3/2014، حاليا أحس بانقباضات بالمبايض ووخز يتراوح ما بين المؤلم والخفيف، علما أن هذه الآلام بدأت بيوم 23 من الدورة وبدأت بالازدياد، مع وجود ألم بالثدي وخصوصا بالحلمات.

سؤالي: هل من الممكن أن أحس بأعراض الإباضة في اليوم 25 من الدورة؟ أو هل يوجد خلل؟ فأنا ليس لدي أدنى فكرة عن استمرارية أيام التبويض، أعرف أنها تبدأ ما بين يومي 14-18 ولا أعلم كم تستمر. 

مع جزيل الشكر.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 

لا يمكن تحديد موعد الإباضة في ظل عدم انتظام الدورة الشهرية، وليس معنى الإباضة أن المبايض تخرج بويضة كل يوم، ولكن هي بويضة واحدة تخرج من المبيض الأيمن في هذا الشهر، وتخرج من المبيض الأيسر في الشهر الذي يليه، وقد تعيش البويضة التي خرجت من أحد المبايض مدة 48 ساعة في انتظار التخصيب ثم تموت، وقد يعيش الحيوان المنوي مدة 24 ساعة في انتظار البويضة ثم يموت، وعلى ذلك قد تمتد فترة التخصيب وفترة إمكانية حدوث الحمل إلى ما يقرب من أسبوع.

وبالنسبة لك الطريقة المناسبة لمعرفة موعد التبويض هي متابعة التبويض بالسونار على المبايض لمعرفة حجم البويضات، والتي يجب أن تكون ما بين 18 إلى 22 مم.

لكن عدم انتظام الدورة الشهرية يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، التي تحدث نتيجة تعاون وتكامل بين هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، والرحم، ووجود مشكلة في هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية وخلل في التبويض. 

والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض، أو التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، يؤدي إلى خلل في نسبة تلك الهرمونات، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان، لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو أستروجين وليس الاثنان.

وعلى ذلك فإن العلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني، وكذلك في تنظيم الدورة، وحيث أن كسل الغدة الدرقية يشكل سببا من أسباب اضطراب الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل تكيس المبايض، وارتفاع هرمون الحليب، وعلى ذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية مع بقية الهرمونات، ومن بينها فحص هرمون الحليب أيضا، لأن ارتفاعه يؤدي أيضا إلى خلل وتأخر في الدورة الشهرية، وفي حالة ارتفاعه فهناك علاج يمكن تناوله لخفض نسبته في الدم.

وإعادة تنظيم الدورة يكون من خلال تناول حبوب منع الحمل، ياسمين لمدة 3 شهور يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية. وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض. 

والتكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، وتناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء مفيد لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس. 

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك أسيد 5 مج وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام، مع الغذاء الجيد المتوازن. 

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس أعشاب البردقوش وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتين يوميا فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك والهضم وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض. 

ولا ننسى عمل تحليل مني للزوج، فهو مهم جدا لاستبعاد الزوج كسبب، أو لبدء العلاج بمعرفة طبيب تناسلية إذا وجدنا أن التحليل يحتاج إلى متابعة، مع التركيز في الجماع على فترة منتصف الدورة الشهرية، أي بعد أسبوع من طهر الدورة وحتى عشرة أيام، لأن الأسبوع الأول بعد طهر الدورة والأسبوع الأخير قبل الدورة التالية لا يحصل فيهما حمل، ولكن الحمل يحدث في منتصف الدورة الشهرية.

وفي نهاية تلك المدة هناك بعض التحاليل لهرمونات الغدة النخامية، وكذلك يجب فحص هرمون الحليب وهرمون الذكورة وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي: FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN-TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف. 

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.

استشارات اسلام ويب

صداع يومي وساعات طويلة من النوم، ما أسبابهما وما علاجهما؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 18 سنة، أعاني من صداع ينتابني يوميا، في النادر يكون شديدا، حينها أشعر بضخ الدم وكأنه سيفجر رأسي، أحل أمره بالمسكنات. 

زادت فترة نومي كثيرا، حتى صارت تتراوح من 15 إلى 18 ساعة، أفيق فأشعر بثقل في رأسي، و لا أستطيع استكمال 12 ساعة يقظة، لاحظت مؤخرا وجود كدمات مكثفة بنية اللون بمنطقتين متفرقتين من جسدي، كذلك دوخة بسيطة، وحرارة في الجسد.

أخافتي إحدى صديقاتي حين أخبرتها بذلك، مبررة بالشحوب الذي بدأ يظهر على وجهي، كذلك الهالات السوداء التي بدأت تحيط بعيني بشكل غريب، مع العلم أن حياتي مستقرة وسعيدة -بفضل الله-، ولا ينتابني الاكتئاب إلا نادرا جداً، ولا يستمر معي أكثر من ليلة.

نقص وزني بصورة بسيطة مؤخراً، بالرغم من أن طعامي لم ينقص، كذلك أتناول عدة أشياء صحية، أرجو إفادتي أثابكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yomohammad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكدمات التي تعانين منها في بعض المناطق من جسمك، بالإضافة إلى الصداع والنوم الكثير لساعات طويلة، يحتاج إلى فحص صورة دم CBC؛ لأن الأنيميا ونقص الصفائح الدموية Thrombocytopenia يؤدي إلى حدوث تلك الكدمات، والعلاج يكون عن طريق علاج الأسباب التي أدت إلى نقص تلك الصفائح، مثل: جرعات من الكورتيزون، ومقويات الدم، وغير ذلك. 

وواضح من خلال تعبيرك عن الصداع أنك تعانين من نوبات صداع نصفي، أو ما يعرف بالشقيقة (Migraine)، ويأتي مع هذا الصداع في بعض الأوقات علامات تحذير (أورة – Aura)، مثل: ومض الضوء، تشوش أو زغللة في الرؤية (Blurred Vision )، ويصاحب ذلك بعض الأعراض، مثل: الغثيان، التقيؤ، والحساسية المفرطة للضوء، والضجيج، ويحتاج المريض إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة بعيدة عن الضوضاء والصوت العالي. 

وما زالت أسباب الصداع غير مفهومة، إلا أنه وجد أن الانخفاض في مستوى هرمون السيروتينين يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس، مما يؤدي إلى الصداع، إما في جانب واحد من الرأس وإما في الجانبين، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعات إلا في الحالات الشديدة جدا، مثل: الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية. 

وعلاج الصداع أو الشقيقة من خلال مسكنات الألم مثل: بروفين أو كتافلام، ويؤخذ أيضا تريبتان، وتعالج الشقيقة من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب antidepresants، مثل سبراليكس 20 مج، والأدوية المضادة للتشنجات anticonvulsants

ولكن يجب الذهاب لطبيب أمراض الباطنة، لتوقيع الكشف الطبي وعمل صورة دم كامل، وأخذ التاريخ الطبي ووصف الأدوية والنصائح الضرورية للتعامل مع هذا المرض، وفي حالة اتباع نظام معين من الأدوية الوقائية والعلاجية؛ فإن نوبات الصداع سوف تقل أو تختفي -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.
استشارات اسلام ويب

زيادة وزني تتعبني كثيرا، فهل من حمية سريعة لتنزيله؟


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، وزني 112 كلغ، وطولي 165 سم، وسمنتي تتركز في منطقه الأرداف والبطن، وأتعب كثيرا حين أقوم بأشغال البيت وظهري يؤلمني.

أريد حمية أنزل فيها وزني بسرعة، لأني أتعب كثيرا، أريد أن أنقص 10 كيلو بالشهر، وأريد بعض النصائح.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مؤيد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 

لا توجد طريقة لإنقاص الوزن 10 كجم في الشهر، ولكن نظرية التخسيس تبنى على أن كمية الطعام والسعرات الحرارية التي نتناولها يجب أن تكون أقل بكثير من الاحتياج اليومي للإنسان، فيتم استكمال الاحتياج اليومي من مخزون الجسم، فيحدث التناقص التدريجي في الوزن، على أن تتم هذه الطريقة بصفة دائمة ومستمرة، وبحساب معدل كتلة جسمك نجدها 41، وهي في منطقة السمنة المفرطة، لأن الوزن القياسي يكون ما بين 19 إلى 25، وتحتاجين إلى خسران 40 كجم من الوزن الحالي لكى تصلي إلى الوزن القياسي.

واتباع برنامج غذائي صحي يعتمد على تناول أطعمة ذات سعرات حرارية أقل هو الأصل في كل برامج التغذية، ومن هنا يجب الإكثار من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف المفيدة للصحة، والتي تساعد أيضاً في خسارة الوزن وتنشيط الجسم مثل القمح الكامل، الأرز الأسمر قبل التبييض لاحتوائه على الألياف المفيدة للجسم، لأنها غنية بفيتامين ب المركب، والعدس، والحمص والفاصوليا هي مصدر هام للبروتين، وأخذها مع الأرز يضمن وجبة ذات بروتين كامل، وهي خالية من الدهون والكوليسترول، طبعا بالإضافة إلى الدجاج والسمك المشوي، والخضار المطبوخة والخبز الأسمر، مع تناول الفواكه قليلة السكر، والأعشاب الخضراء والسلطات لها دور سحري في المساعدة على حرق الدهون، كونها غنية بالألياف والمياه، ويمكن استهلاك كميات كبيرة من الخضار كونها أيضاً خالية من الدسم والكوليسترول، وتعطي الإحساس بالشبع في ذات الوقت. 

بالإضافة إلى شرب كمية كافية من الماء تصل إلى 3 لترات لأنها تساعد في عملية الهضم، وامتصاص الفيتامينات والمعادن الموجودة في الأكل وتعالج الإمساك، وطبعا يتم ذلك على دفعات طوال اليوم، وحتى قبل الشعور بالعطش، والمشروبات الساخنة مثل الشاي، والزهورات تعتبر ماء أيضاً، كذلك فإن الشوفان يساعد في إنقاص الوزن ويشكل فطورا مثاليا وصحيا للأشخاص المتبعين حمية غذائية، وهو غني بالألياف التي تزيد الإحساس بالشبع، وتقلل استهلاك الوحدات الحرارية خلال اليوم، مع ممارسة الرياضة مثل المشي والركض ونط الحبل في الغرفة، وصعود ونزول السلالم واستخدام الأجهزة الرياضية. 

وهناك حبوب للتخسيس تقلل من امتصاص الدهون بنسبة 30%، حيث تخرج هذه الدهون في البراز، ويمكن استعمالها مع الوجبات عالية الدهون مثل الأطعمة المقلية، الوجبات السريعة أو اللحوم كثيرة الدهن، ومن هذه الحبوب زينيكال وشيتوكال، وطالما أن الحبوب تقلل من امتصاص الدهون، فلما نأكل دهون وأغذية دسمة من الأساس، نبحث عن حبوب لكي تقلل امتصاص ما أكلناه.

إذن الحل هو تنظيم الأكل بطريقة لا نشعر معها بالجوع، وتكون طريقة متدرجة ولا تؤثر على احتياج الجسم من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وفي ذات الوقت تؤدي المطلوب من إنقاص الوزن، خصوصا وأن الرغبة في إنقاص 10 كيلو في شهر صعب التحقيق، ونتائجه غير صحية على الإطلاق، وإنقاص من 3 إلى 4 كيلو في الشهر مع النظام الغذائي مناسب وغير مضر بالصحة، ولن يمر عليك العام القادم ومع الالتزام بهذا البرنامج إلا وقد خسرت الوزن الزائد، ووصلت الى الوزن القياسي -إن شاء الله-. 
وفقك الله لما فيه الخير.
استشارات اسلام ويب

لماذا أصبحت دورتي تنزل مرتين؟ وما العلاج؟

السؤال:
السلام عليكم
دورتي أتعبتني جدا باضطرابها، عمري 22 سنة ومتزوجة منذ سنه ونصف، كانت دورتي مضطربة وصرت آخذ بانتظام (ديان 35) من نهاية 2012 حتى شهر 3-2014، كل شهر مرة بتاريخ 16، وصارت تأتيني منتظمة كل نهاية شهر، في شهر 2 -2014 لم تأت الدورة مع أني شعرت بآلامها، في شهر 3-2014 جاءتني الدورة مرتين في بداية ونهاية الشهر، فأخذت (ديان 35) مرتين بتاريخ 16-3 و 25-3.

في بداية شهر 4 جاءتني ونزلت قطعة لحمية كبيرة مع نزيف، فأخذت حبتين بريمولوت فتوقف النزيف والدورة، بذات الوقت جاءني وجع بأسناني وأخذت بروفين وسيفدار، بعدها بأيام بشهر 4 أحسست بوجع بظهري ونزول بقعة بنية، فأخذت بريمولوت لأجل زوجي، بعدها بأيام وأنا أحمل أغراضا ثقيلة أحسست بألم بظهري ونزول الدورة، ولم آخذ دواء ديان بشهر 4.

أنا صراحة قلقة وغير مرتاحة لوضع دورتي، أرجو أن تفسروا لي لماذا أصبحت تنزل مرتين؟ وكيف أرجعها للوضع الطبيعي؟ وللمعلومية زوجي لا يجامعني كثيرا، وإذا مارسناه يكون بواق عازل.

أرجو أن تفيدوني، وشكرا.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manoush حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 

عدم انتظام الدورة الشهرية يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، التي تحدث نتيجة تعاون وتكامل بين هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، والرحم، ووجود مشكلة في هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية وخلل في التبويض، ولا ينصح الأطباء بتناول حبوب ديان 35، وهناك الكثير من البدائل التي تساعد في تنظيم الدورة الشهرية، ولذلك يجب أن تتوقفي عن تناوله؛ لأنه قد يؤثر فيما بعد على الأوعية الدموية، كما أوصت بذلك منظمة الصحة العالمية. 

والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض، أو التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية يؤدي إلى خلل في نسبة تلك الهرمونات، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان؛ لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو أستروجين، وليس الاثنين.

ولذلك يفضل بعد مرور عام ونصف على الزواج دون حدوث حمل أن يتم فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي: FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN-TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

كذلك يجب إعادة تنظيم الدورة من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية. وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض. 

التكيس يحدث بسبب الوزن الزائد وتناول قرص جلوكوفاج 500 مج، مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء مفيد لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام، مع الغذاء الجيد المتوازن. 

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرامية وتشرب مغلية مثل الشاي، مع شرب مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك والهضم وعلاج مشاكل المبايض، وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض. 

ولا ننس أن عمل تحليل مني للزوج مهم جدا لاستبعاد الزوج كسبب، أو لبدء العلاج بمعرفة طبيب تناسلية إذا وجدنا أن التحليل يحتاج إلى متابعة، مع التركيز في الجماع على فترة منتصف الدورة الشهرية، أي بعد أسبوع من طهر الدورة وحتى عشرة أيام، لأن الأسبوع الأول بعد طهر الدورة والأسبوع الأخير قبل الدورة التالية لا يحصل فيهما حمل، ولكن الحمل يحدث في منتصف الدورة الشهرية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.
استشارات اسلام ويب

الخميس، 1 مايو 2014

الحقيقة الكاملة - قصص واقعية ومشكلات حقيقية - الاستاذ عبد الوهاب مطاوع

الحقيقة الكاملة 


قرات رساله الانسحاب الثاني لذلك الطبيب الذي كان سببا في طلاق حبيبته السابقه من زوجها للفوز بها‏,‏ ثم انسحب من حياتها للمره الثانيه‏,‏ بعد ان كان قد انسحب من حياتها في بدايه شبابهما‏,‏ ولم يتزوجها‏,‏ وقبل ان ابدا في الكتابه اليك فوجئت برساله الفرصه الاخيره في الاسبوع التالي والتي كتبتها لك زوجتي‏,‏ وتعليقي عليها هو لماذا نفترض دائما عندما يتزوج اي رجل للمره الثانيه ان تكون هذه الزوجه الثانيه هي الافعي كما وصفتها زوجتي‏.‏ مع ان الواقع يقول لنا انه كما ان هناك افاعي تخطف الازواج من زوجاتهم‏,‏ ايضا توجد ثعابين يخطفون الزوجات من ازواجهن مثلي تماما‏,‏ ومثل ذلك الطبيب صاحب قصه الانسحاب الثاني ولقد قرات ردك علي رساله زوجتي الذي ايدتها فيه والحق انك قلت رايك هذا لانك سمعت من طرف واحد‏,‏ والتمس لك ولها العذر لان كليكما لا يعلم الجزء المهم والخفي من الحكايه وهي الحقيقه كامله والتي لابد لي ان ارويها حتي ارفع هما ثقيلا عن صدري‏,‏ وحتي يغفر الله لي ما اقترفته من ذنب‏,‏ واذي لجميع من احببتهم واحبوني وليسامحوني بمن فيهم زوجتي الثانيه والتي اطلقت عليها زوجتي الاولي وصف‏(‏ الحيه او الافعي‏),‏ ولعل ما سارويه الان جزء خفي من حياتي لا يعلمه سوي زوجتي الثانيه‏,‏ ولم استطع ان اواجه به الجميع من اهلي واولادي‏,‏ وليكن بعد ذلك ما يكون‏,‏ وكل ما سيقدره الله سوف ارضي به‏,‏ ولعلهم حين يقراون ويعرفون يلتمسون لي العذر ويرون الامور جميعها علي حقيقتها حين كنت اعد زوجتي الاولي بالانقطاع عن حبيبتي الثانيه ولا افي لها بالوعد حتي سقطت من نظرها ونظر ابنائي‏,‏ وايضا سوف تتضح لزوجتي الثانيه بعض الامور والتي كانت تصفها بالغموض لاني كنت لا احكي لها ما يدور في بيتي الاول من ضغوط لتركها‏.‏ وابدا من البدايه فاقول لك‏:‏ انني تزوجت زواج اقارب تقليديا بعد قصه حب فاشله لي في الجامعه‏,‏ وكانت زوجتي والحق يقال سيده فاضله احببتها فقامت بتربيه الابناء علي افضل وجه ورعت الله في وفي بيتي‏..‏ ولكن نتيجه لبعض الاسباب التي تعرفها هي وجميع المقربين منا كانت تختمر في ذهني فكره الزواج الثاني وكنت طوال هذه السنوات ابحث عن المراه التي اذا وجدتها فلن اتركها ابدا‏.‏ وكنت اعمل بدوله عربيه لفتره طويله وقررت العوده الي مصر حيث اعمل الان منذ سبع سنوات‏..‏ فالتحقت بالعمل بشركه اجنبيه كنت مديرها وكان علي اختيار الموظفين المطلوبين للعمل بمن فيهم السكرتيره‏,‏ فقابلت مرشحات كثيرات للوظيفه الي ان دخلت علي سيده فراودني احساس غريب بان هذه السيده هي التي كنت ابحث عنها طوال حياتي‏,‏ وانتابني شعور الحب من اول نظره وكانت لديها الخبره واللغات الكفيله بتعيينها اضافه الي جمال وجهها واناقتها‏,‏ وكانت هذه السيده متزوجه ولديها طفل وزوجها يعمل بدوله اوروبيه‏.‏ وهي هنا بمصر لادخال ابنها المدرسه‏.‏ ومن خلال علاقتي بها اكتشفت انها غير سعيده مع زوجها وان بينهما خلافات كثيره وان مستواها الاجتماعي والثقافي اعلي من مستواه بكثير‏,‏ ومع كل هذا لم تفكر ابدا في الطلاق منه‏,‏ بل كانت راضيه بما كتبه الله لها‏,‏ ووجهه نظرها في ذلك انها يجب ان تتحمل هذه الظروف مادام هو بعيدا عنها ومادامت الخلافات لا تتجاوز حدود الهاتف‏,‏ كما كانت لا تريد ان تحمل لقب‏(‏ مطلقه‏)‏ فبدات انا من جانبي اتحامل دائما عليه في اي خلاف واستغل ذلك واحاول التلميح لها بحبي باساليب مختلفه‏,‏ فكانت لا تفهم ما اقصده او لا تتخيله لانني ابدو بالنسبه لها انسانا سعيدا في حياتي العائليه ورجلا متدينا‏.‏

وبدات استغل نقاط خلافاتها مع زوجها واقوم انا بعمل العكس الذي يرضيها من وجهه نظرها‏..‏ وفي مره سالتها هل توافقين علي ان تكوني نصف زوجه؟ فاجابت بانها ترضي ان تكون حتي ربع زوجه‏,‏ لان رويتها لزوجها مرتين في الاسبوع افضل مائه مره من رويتها له شهرا كل سنه‏,‏ وهي تحتاج لرجل يكون سندا لها وامانا لانها جميله والطمع فيها كثير‏..‏ ومنذ ان سمعت ذلك قررت بداخلي ان اتزوجها‏..‏ وبدات في تنفيذ ذلك‏,‏ تدريجيا‏,‏ ورحت اتعمد الاتصال بها مساء كل يوم بحجه ان اخذ رايها في امور تخص العمل وكانت تجيب وتتكلم بطريقه طبيعيه‏,‏ وكانت مخلصه في عملها جاده في سلوكها‏,‏ وترفض جميع اغراءات العملاء الذين يحاولون استمالتها‏,‏ وكنت اغار عليها منهم‏,‏ وذات يوم كنت مسافرا الي الخارج لعده ايام وطلبت منها ان تتصل بي صباح اليوم الاول لتبلغني عن سير العمل‏,‏ وقامت بالاتصال بي‏,‏ وفي اليوم الثاني انتظرت مكالمتها في نفس الميعاد فلم تتصل‏,‏ فقمت انا بالاتصال بها وانا ثائر عليها ثوره عارمه بدون ان ادري وتعجبت هي لذلك حيث لم يكن هناك اي داع لهذه الثوره ولم يجد جديد يستوجب اتصالها بي‏..‏ وسالت نفسي ما هذا الذي يحدث بداخلي‏..‏ هل احبها‏..‏؟ ووجدتني اعترف بانني احبها بكل كياني وبانها فتاه احلامي التي كنت احلم بها طوال حياتي‏..‏ ففي داخلها انوثه ومشاعر انا فقط الذي استطيع ان احركها‏.‏ وعدت الي مصر وقررت الاعتراف لها بحبي وكان ذلك مفاجاه لها‏,‏ وسالتني وماذا بعد ذلك وهي لا تريد انشاء علاقات في مجال العمل لانها لا تحقق شيئا سوي المشاكل‏,‏ كما ان تركها لعملها يعني لها الموت لانها تحتاج اليه معنويا وماديا‏..‏ فاجبتها بانني سوف اتزوجها وسوف احارب الدنيا كلها لانالها لانها جائزه السماء لي‏.‏

تسالني لماذا قررت ذلك بعد‏25‏ عاما من الزواج؟ واجيبك بالاتي هناك اشياء كثيره افتقدها مع زوجتي الاولي لا داعي لسردها‏..‏ فالفكره في راسي منذ سنوات كثيره ولكنها تاجلت الي ان احقق ذاتي في عملي واصل بابنائي الي بر الامان واومن مستقبلهم جميعا بمن فيهم زوجتي‏..‏ فلماذا اذن بعد ذلك لا اتزوج بمن احبها بشرط الا يكون ذلك ايضا علي حساب زوجتي الاولي واولادي وان اعدل من الناحيه الماديه والوقت؟
ولم تكن المشكله مقصوره فقط علي موقف زوجتي الاولي مني اذا علمت بنيتي للزواج‏,‏ وانما كان عائق اخر مهم وهو زواج من اريدها‏,‏ فاصبحت اتعمد اظهار كل عيوب زوجها واضخمها في نظرها واستثير كرهها له واجعلها دائما لا ترضي عنه ولا عن تصرفاته بدون ان تدري‏,‏ واصبحت الازمها واشاركها جميع امور حياتها وتعمدت ان اكون بجوارها دائما‏,‏ حين تمرض‏,‏ وحين تذهب لشراء شيء‏..‏ الخ الي ان وقعت واستسلمت تماما واحبتني بالفعل بعقلها قبل قلبها‏..‏

وحتي اصبحت لا تشعر بالامان الا عندما اكون في مصر ولا تطمئن علي نفسها الا بجواري‏..‏
وكان لابد لاتمام زواجنا من خطه نتفق عليها‏,‏ وننفذها‏,‏ ولكل منا دوره في تنفيذها وكان من المنطقي ان يكون دورها هي الاول لانه لابد ان يتم طلاقها اولا حتي نتزوج‏,‏ والي حين طلاقها قمت باعداد منزل الزوجيه وتاثيثه وشاركتني هي في اختيار الاثاث والوان الدهانات‏..‏ الخ‏..‏ الي ان جاء موعد الطلاق وطلقت بالفعل بعد ان دفعت لزوجها مبلغا كبيرا من المال‏,‏ هو كل ما استطاعت ادخاره طول فتره عملها‏,‏ وذلك حتي يتم الطلاق‏,‏ واستطاعت ان تصمد بقوه وتواجه جميع المشاكل مع زوجها نتيجه الطلاق‏.‏

وبعد ثلاثه اشهر وانتهاء فتره العده قررنا الزواج‏,‏ ولكن بعد ان تاكدنا من زواج زوجها الاول من اخري ومن ان صفحته انطوت تماما بالنسبه لنا‏..‏ وكان لها راي في امر اشهار زواجنا امام عائلتي وهو ان نتركه للظروف ولا اقوم انا باشهاره‏,‏ حيث يكفي ان تعرف عائلتها لانها تريد ان تعيش معي في سلام ولانه اذا كان هناك اي مشاكل في بيتي الاول فستنعكس علي علاقتنا معا‏,‏ ووافقتها علي ذلك‏.‏ وكان ذلك منذ سنه ونصف السنه‏..‏ حينما قررنا الزواج بعد قصه حب دامت خمس سنوات‏,‏ وتم تحديد موعد عقد القران والزواج‏,‏ فاذا بخبر زواجي يتسلل الي زوجتي وابنائي قبل عقد القران بيوم واحد من اخي الوحيد‏,‏ ومنذ ذلك الوقت قامت الدنيا علي ولم تقعد من جانب اهلي واقاربي‏,‏ فطلبت مني حبيبتي تاجيل عقد القران لمده اسبوعين الي ان تهدا الامور‏,‏ وخلال هذه الفتره انهارت زوجتي ومرضت كما مرض الابناء‏,‏ وكانت حبيبتي ايضا لا تقل عنهم انهيارا‏..‏ وكان علي ان اضحي‏..‏ فقررت ان اضحي بحبيبتي وتركتها بالفعل‏,‏ لكنني اراها امامي بالشركه وهي سكرتيرتي‏..‏ والاحظ انها لا تبالي بي فاحاول استمالتها لي مره اخري‏,‏ واغار عليها من ان ياخذها احد مني‏..‏ تقول لي ماذا تريد؟ فاقول لك انني اريد الاثنتين‏:‏ الزوجه الاولي والحبيبه الثانيه‏..‏ وبعد‏6‏ اشهر من ذلك قررنا الزواج لان كلينا لم يتحمل البعد والفراق‏,‏ فانا اجري في دمها وهي كذلك‏..‏و بعد الزواج غير المعلن بالنسبه لزوجتي الاولي اخبرتها بان الاخري سوف تترك العمل وتسافر مره اخري ولا تعود‏,‏ وكنت خلال هذه الفتره احاول التاثير علي زوجتي الثانيه لكي تترك العمل بالفعل ولكنها رفضت رفضا شديدا الا اذا اخبرت زوجتي بالزواج وعدلت بين البيتين‏,‏ واخبرتني بانها سوف تترك العمل بعد ان تجد عملا اخر وكانت بالفعل تبحث عن عمل ولكنها فشلت لان راتبها كبير‏.‏

وكانت كلما اتصلت زوجتي الاولي في العمل وسمعت صوتها يجن جنونها‏,‏ لانها مازالت موجوده الي ان تمت بيننا مواجهه ذات يوم اعترفت فيها لها بزواجي‏.‏ ولن احكي لك كيف كان تصرفها حين ثارت علي ولا كيف كان انهيارها وانهيار ابنائي‏.‏
واشتدت الضغوط علي من جميع الجوانب من بيتي الاول‏,‏ ولم تهدا زوجتي الاولي حينما رات ورقه طلاقي لزوجتي الثانيه غيابيا‏,‏ لاني من الممكن ردها في اي وقت‏..‏ واصرت علي ان اطلقها ثلاث مرات كما ذكرت لك في رسالتها‏,‏ اما زوجتي الثانيه فقد فقدت اعصابها وصوابها وانهارت في العمل اذ كان خبر طلاقها مفاجاه لم تكن تتوقعها‏,‏ وكان وجودها في العمل مصدر قلق وخوف علي وعلي مستقبلي‏,‏ حيث ان مركزي بالشركه كبير واي تصادم بينها وبين زوجتي سيدمرني امام الجميع‏.‏ فاتخذت قراري بابعادها عن العمل‏,‏ وقمت بالضغط عليها وخيرتها بين تقديم استقالتها او نقلها الي مكان اخر لا تتحمله ظروفها‏,‏ واختارت بل اصرت علي الاستقاله‏,‏ وفي نفس شهر استقالتها فرضت علي زوجتي الاولي تعيين اخيها بالشركه حتي يكون رقيبا علي‏..‏ وفرضت علي ايضا تعيين سكرتيره اخري من طرفها تطمئن لوجودها‏..,‏ لكنه علي الجانب الاخر كانت لي خطه ثانيه وهي ان ابعاد حبيبتي بهذه الطريقه سيجعل زوجتي تطمئن وترجع الامور الي ما كانت عليه‏,‏ وبعد ذلك استطيع العوده مره اخري لزوجتي الثانيه خلال اشهر العده‏,‏ وصارحتها بذلك ففوجئت بها ترفض العوده لي بدعوي انني خدعتها وغدرت بها واني انسان ضعيف ولن
استطيع المواجهه كما واجهت هي الجميع واتهمتني بانني سبب تدمير حياتها وضياع شقاء عمرها‏..‏ ولكني لم اتخيل كيف تتركني وغيري ياخذها‏..‏ فالتفكير في ذلك يجعلني اموت قهرا‏,..‏ وهي التي اشعرتني برجولتي‏..,‏ واشعرتني بطعم الحياه‏..‏ فقررت الاتصال بها مره ثانيه خلال فتره العده واردها رسميا قبل انتهائها‏.‏ ووافقت علي امل ان اكون هذه المره اكثر شجاعه الي ان جاء اخر يوم من ايام العده وطلبت مني تنفيذ ما اتفقنا عليه‏.‏ فطلبت منها اعطائي مهله اخري لان المواجهه مع زوجتي الاولي خطيره وصعبه‏,‏ فثارت علي ثوره عارمه ووجدتها في اليوم التالي تتصل بزوجتي واخي وابنتي وتخبرهم بخبر زواجنا وعودتها لعصمتي‏,‏ واثبتت ذلك بتفاصيل كنت قد حكيت لها عنها في الفتره الاخيره في بيتي الاول‏..‏ وكان عذرها في ذلك اني اما ان اكون لهما معا او لا اكون لاي منهما؟ 

فقطعت بذلك كل الخيوط التي تربطنا معا وانقطعت عنها لفتره لم تحاول هي خلالها الاتصال بي‏.‏ وكاد يجن جنوني لذلك‏,‏ وزوجتي الاولي من ناحيه اخري تحاول بكل وسيله ارغامي علي طلاقها ثلاث مرات حتي لا تحل لي مره اخري‏,‏ وكنت بالفعل انطق بهذا اللفظ ولكن ليس بنيه الطلاق واردها في سري مره اخري‏,‏ وحاولت كثيرا ارجاعها ولكنها هذه المره فرضت علي شروطا ماديه كبيره حتي تطمئن الي اني لن اغدر بها مره اخري‏..‏ وعلمت زوجتي الاولي باتصالي بها ومقابلتها‏,‏ فقررت زوجتي انهاء كل شيء وان اعطي الاخري ما لها من موخر ونفقه امام محام من طرفها حتي تطمئن نهائيا الي قطع جذور الموضوع‏,‏ وكانت هذه هي‏,(‏ الفرصه الاخيره‏)‏ التي اعطتها لي زوجتي‏,‏ والتي تحدثت لك عنها في رسالتها لك وخيرتني فيها بين الطلاق او ان اكون لها وحدها والا يشاركني فيها احد‏.‏

ولقد اضطررت للخضوع لطلباتها‏,‏ في حين اكدت لي الاخري انها لا تريد ايه اموال لانه لا شيء يعوضها عني‏,‏ وتحت كل هذه الضغوط رفضت رجاءها وقسوت عليها وقررت انهاء الموضوع تماما كما طلبت زوجتي وبالطريقه التي ترضيها‏,‏ وذلك حتي لا ينهار بيتي ويتشرد اولادي‏.‏ واعطيتها حقوقها الماديه كما طلبتها هي وبما يومن لها حياه كريمه لمده سنتين وتحملت عنها قسط قرض كانت قد اخذته من الشركه واقوم انا بسداده‏.‏
ولا اصف لك حالتها حين كنا معا عند المحامي ولا اصف لك مدي حزني علي تركها‏,‏ ولا مدي غيرتي عليها حين اتذكر انها يمكن ان تكون لاخر‏,‏ ولكني للاسف ضعيف وصغير امامها وامام نفسي ولا اقوي علي حمايتها‏..‏ انني ارجو الا تحدثني عن امور لا احب ان اسمعها‏,‏ فانا لست اول رجل يتزوج من اثنتين وانما حدثني فقط عن الحلال والحرام‏.,‏ فحلال ان اتزوج ثانيه‏,‏ وحرام كل الذي فعلته انا في امراتي الثانيه‏.‏

وهذه السيده التي وصفتها زوجتي‏(‏ بالافعي‏)‏ لم تكن افعي بل كنت انا ثعبانا او ذئبا‏.,‏ فهي سيده فاضله ولم اشعر ابدا خلال فتره زواجي منها باي بادره طمع في مالي او مركزي كما قالوا وكل الجريمه التي عوقبت عليها هي انها احبت بصدق واخلاص‏,‏ وضحت كثيرا للفوز بحبي‏,‏ ولم تطلب مني اكثر من يومين في الاسبوع لاكون بجوارها ولن انسي انني طلبت منها ذات يوم ان تعرف املاكي وحقوقها بعد وفاتي فرفضت ان تعرف اي شيء‏,‏ ولم تجعلني انطق بحرف‏,‏ واكدت لي انها لا تطلب من الدنيا سوي حبي وسعادتي ووجودي بجوارها‏.‏ ان الحقيقه الكامله التي اردت ان اوضحها لك برسالتي هذه استكمالا للصوره هي انني ظلمت زوجتي الثانيه‏.‏ وحبيبتي ظلما لا استطيع النوم بسببه الا اذا سامحتني‏,‏ وهي كما قالت لي لن تسامحني ابد الدهر‏,‏ ولن تسير في جنازتي حين ارحل عن الحياه‏..‏ كما قالت لي ايضا انه سوف يحدث لابنتي مافعلته انا بها لان الله عادل وسيقتص لها‏,‏ وانها احتسبت الله في وفوضت امرها في اليه فانا جبان ولم ابال الا بالخوف علي عملي ومركزي‏,‏ والخوف من زوجتي ولم اتحمل ابدا نظرات الاحتقار والتجاهل من قبل زوجتي واولادي‏..‏
لقد تعمدت ان اكتب قصتي لكي اريح ضميري ولكي افسر للجميع مدي صعوبه موقفي وحتي يفهموا ويتفهموا لماذا كنت حائرا ومترددا واعد زوجتي ولا انفذ ما اعد به‏,‏ وخوفا من القصاص فالله يمهل ولا يهمل فلدي ابناء اخاف ان يحدث لهم ما سببته لغيرهم من الام‏,‏ وارجو ان يسامحني الجميع‏..,‏ خاصه زوجتي الثانيه التي تركتها تعاني ويلات الحياه وحيده ضائعه‏..‏ لا اعلم عنها شيئا وهل وفقت في عمل اخر ام لا؟ لكني واثق من ان الله لن يتخلي عنها‏,‏ وسوالي الاخير هو‏:‏ هل انتهي الموضوع علي ذلك‏..‏ ام اردها لعصمتي مره اخري؟ لقد قصدت اخبار زوجتي واولادي بالحقيقه كامله لانهم يهتمون بقراءه بريدك وحتي يفكروا بالطريقه التي يجب ان تكون‏,‏ ولاخلي مسئوليتي امام الله في اتخاذهم اي قرار يخصهم ويخص حبيبتي الثانيه عما اذا كنت ساستمر في الاجبار علي الطلاق او يكونون اكثر رحمه وعدلا‏,‏ وانني واثق من رايك وواثق من ثقتهم في رايك لانك محايد‏..‏ والسلام عليكم ورحمه الله‏.‏

ولكاتب هذه الرساله اقول‏:‏
نعم كما ان هناك افاعي وحيات هناك ايضا ثعابين وذئاب‏,‏ غير ان استياءك لوصف زوجتك الاولي لمطلقتك بانها افعي واقرارك بانك كنت الثعبان الحقيقي في القصه كلها‏,‏ لايغير من الحقائق المجرده شيئا‏..‏ وانما تظل مطلقتك بالنسبه لزوجتك وابنائك‏,‏ دائما المراه التي قبلت او سعت لان تتزوج رجلا متزوجا وله ابناء وكانت حياته العائليه تمضي في طريقها المرسوم قبل ظهورها في الافق‏,‏ كما تبقي ايضا المراه التي عرفت رجلا متزوجا وهي زوجه لاخر وام لابناء منه‏.‏ واذا كنت انت تتحمل وزر تخبيب امراه علي زوجها اي افسادها عليه‏,‏ كما جاء في مضمون الحديث الشريف الذي ينهانا عن ذلك‏,‏ فهي تتحمل ايضا وزر طلبها الطلاق من زوجها دون باس اي دون اسباب حتميه تفرض عليها ذلك‏,‏ كما جاء في مضمون الحديث الشريف الاخر الذي يحرم علي من تفعل ذلك رائحه الجنه‏,‏ اذ لو لم تظهر انت في حياه هذه السيده لكان زواجها الاول قائما حتي الان ولظل ابناوها ينعمون بالنشاه الطبيعيه بين ابويهم الي النهايه‏.‏
واذا كان ثمه جناه وضحايا في هذه القصه فانت جان ولست ضحيه لاحد كما تتوهم انك ضحيه الواجب العائلي وضغط شريكه العمر والابناء‏,‏ والمراه الاخري جانيه مثلك لاجترائها علي حق شريكه عمرك فيك‏..‏ وتزيد عنك درجه هي انها ضحيه كذلك لضعفها امام اهوائك‏..‏ وتدبيرك لاقناعها بالانفصال عن زوجها وبث كراهيته في نفسها وتعمد الظهور امامها بعكس ما تنكره عليه‏,‏ لافسادها عليه‏.‏

ومن عجب انك تشعر بالعطف الشديد عليها وترثي لحالها وتتوجع لفراقها‏,‏ ولا تشعر ببعض هذا العطف علي زوجتك التي فجعت في وفائك لها بعد رحله السنين‏,‏ ولا علي ابنائك الذين اهتزت مثلهم العليا وهم يرونك تحنث بالوعد تلو الوعد بهجر الاخري ولا تفعل‏.‏
اننا نفهم الضعف البشري والعاطفي‏,‏ ونعرف جيدا انه لا يخلو بشر من الاهواء‏,‏ لكننا نعرف ايضا انه ما يحفظ المرء من الزلل ليس انعدام اهوائه‏,‏ وانما قدرته علي السيطره عليها‏,‏ ولو ترك كل انسان لنزعاته وبدواته ورغباته البدائيه لتحولت الدنيا الي ماخور كبير لا يشغل الناس فيه سوي اشباع غرائزهم والاستجابه لاهوائهم وعواطفهم‏,‏ ولتدنينا الي حياه اشبه بحياه الحيوان الاعجم الذي تتحكم فيه غرائزه‏.‏ وانما نحن بشر بقدرتنا علي التحكم في اهوائنا وغرائزنا وعواطفنا وبشعورنا بالواجب الانساني العام والوازع الديني القوي‏,‏ لقد قيل ان الفيلسوف ارسطو مر ذات يوم بقبر فقرا عليه هذه الكلمات‏:‏

كل واشرب وامرح اي اشبع الغريزه الجنسيه كما تشاء وغير ذلك لا يساوي فتيلا‏..‏ فتفكر قليلا ثم قال‏:‏ يا لها من حياه لاتليق الا بخنزير‏!‏
ولهذا فان ما تاسي عليه الان وتعتبره من نقاط الضعف في شخصيتك التي حرمتك من مواصله الاستمتاع بالحب مع الاخري هو للعجب من ابرز الجوانب الايجابيه فيها‏,‏ وهو الحرص علي الا تتهدم اسرتك‏..‏ وتفقد شريكه العمر والابناء‏,‏ ارضاء لهوي قد يكون عابرا مهما بدا لك غير ذلك‏,‏ وهو ايضا العجز عن احتمال نظره الاحتقار في عيون رفيقه الحياه والابناء‏,‏ لانه قوه ورجوله وضن بالنفس عن ان تكون موضع اللوم والاحتقار من اقرب البشر اليك وليس ضعفا ولا تخاذلا باي من المقاييس‏.‏

وما كان الضعف الا ان تضحي بشريكه الحياه واحترام الابناء ومودتهم وحياتك العائليه كلها‏..‏ ارضاء لهوي قد يخمد بعد حين مهما طال‏,‏ وقد تدرك ذات يوم انه لم يكن يستحق كل الثمن الغالي الذي تكلفه‏.‏
ففيم السوال اذن في نهايه رسالتك عما اذا كنت ستظل مجبرا علي الانفصال عن الاخري ام سترحمك ذات يوم زوجتك وابناوك‏,‏ ويسمحون لك بالعوده للنهل من نبعها؟ وهل بعد كل ما ذكرت واعترفت به ترجو في اعماقك الرجوع اليها وتتلمس الرحمه لدي الزوجه والابناء ليغضوا الطرف عما زلت تامل فيه؟ واين مجاهده النفس‏..‏ ومغالبه الاهواء واستشعار الواجب العائلي والانساني وكيف تتوقع ان تمنحك زوجتك وابناوك صكا يصرح لك بنسج قصص الحب والغرام مع امراه اخري‏,‏ وقد تصوروا انهم قد نجحوا بعد العناء في طي هذه الصفحه الكريهه من حياتهم؟

انك تطالبني بالا احدثك عن اشياء تعرفها جيدا‏,‏ وان احدثك فقط عن الحلال والحرام‏,‏ واني لافهم ما ترمي اليه واقول لك ان الزواج الثاني حلال لا شبهه فيه‏,‏ ولا احد ينازع في ذلك‏,‏ لكن من الحلال ايضا ما هو بغيض كالطلاق‏,‏ ومنه ما لا يليق بالفضلاء كمد اليد لاخذ الصدقه‏..‏ وهناك امثله اخري كثيره لايتسع لها المجال‏,‏ واذا كان الزواج الثاني حلالا مباحا‏..‏ فان اكراه زوجه علي قبول حياه لا ترضاها ليس حلالا وانما حرام موكد‏,‏ لهذا شرع لنا الشارع ان اردنا ان نتزوج علي زواجنا ان نصارح الزوجه والشريكه بنيتنا وان نخيرها بين القبول والاستمرار دون ضغط ولا اكراه‏,‏ وبين الحصول علي الطلاق‏,‏ ولم يشرع لنا ان نتزوج خفيه دون ابلاغ شريكه الحياه وتخييرها‏,‏ ولا ان نعدها بالانفصال عن الاخري ونحن نضمر نيه الاستمرار‏,‏ ولا ان نطلقها ونحن نامل في استعادتها خلسه بعد حين‏.‏
فاذا كنت تطلب العفو والسماح من مطلقتك عما جنيته عليها من اغوائها وتشجيعها علي هدم اسرتها في البدايه ثم الانفصال عنها وتركها بلا معين في النهايه‏,‏ لكي يستريح ضميرك فلا باس بذلك‏,‏ اما اذا كنت تمهد لمحاوله استئناف علاقتك بها فهذا شيء اخر‏..‏ وعسي الله ان يعوضها عن حياتها السابقه بما يحقق لها الامان والاستقرار بعيدا عنك‏..‏ ولاشك في انك قد اخطات العنوان في طلب العفو والسماح‏,‏ اذ توجهت به الي مطلقتك وحدها‏..‏ وكان الاصح ان تتوجه به ايضا الي زوجتك التي شاركتك رحله السنين وابنائك الذين هلعوا لاحتمال فقدهم اياك‏,‏ ولاهتزاز رمز الاب في مخيلتهم‏.‏

ولقد ذكرني ذلك بما روي عن الجنرال الالماني هيلموت فون هوليتكه الذي استدعاه السلطان العثماني لتدريب الجيش التركي عام‏1914,‏ فلاحظ سوء احد الضباط الاتراك وقال له‏:‏
من اين تريد ان تحصل علي وسامك ياسيدي الضابط؟
من قومك علي هذه الناحيه ام من اعدائك علي الناحيه الاخري ؟‏!‏
ونفس السوال موجه اليك‏..‏ واجابته لديك وحدك‏!‏

الأب الحقيقي‏!‏ - للاستاذ عبد الوهاب مطاوع

الأب الحقيقي‏!‏

أبكتني رسالة البيت الجميل للطفلة الحائرة التي تعيش مع شقيقها البالغ من العمر اثني عشر عاما فقط في مسكن مستقل بعيدا عن أمها وأبيها‏,‏ وتشكو افتقادها وافتقاد شقيقها لأمهما‏,‏ لأن والدها يرفض بإصرار أن يسمح للأم المطلقة أن تعيش مع أبنها وأبنتها في المسكن الذي وفره لهما ولا يسمح لها برؤيتهما إلا مرة كل أسبوعين ويحرم عليها الاتصال بها تليفونيا‏,‏ كما أن الأم لا تستطيع توفير مسكن يجمع بينها وبين الطفلين‏,‏ في حين يعيش الأب في بيت جميل مع زوجته الجديدة وأطفاله منها‏.‏ وفي ختام رسالتها المؤلمة هذه تطلب منك الطفلة أن تجد لأمها رجلا متدينا يتزوجها ويقبل أن يعيش معها الطفلان ويصبح أبا لهما لكي يجتمع شمل الأم وأبنها وأبنتها تحت سقف واحد‏.‏


وقد يتساءل بعض القراء‏..‏ هل هناك مثل هذا الشخص الذي يرحب بسيدة مطلقه وأبنائها ويصبح أبا رحيما وعادلا لهؤلاء الأبناء ويتكفل بهم ماديا ومعنويا ويحنو عليهم بعد أن يكف الأب الطبيعي يده عن الانفاق عليهما تنفيذا لشرطه إذا ضمتهم الأم لحضانتها ؟‏..‏ ورسالتي هذه قد تجيب علي هذا السؤال‏.‏
فأنا شاب انفصل أبي عن أمي منذ أكثر من‏22‏ عاما‏..‏ وتنبهت للحياة فوجدتني طفلا صغيرا يلهو في بيت مزدحم بالبنات والأولاد‏..‏ وأمي الشابة الجميلة ترعاني وأنام علي صدرها كل ليلة في غرفة تنفرد بها في المسكن المزدحم‏,‏ وفي البيت أم أخري أكبر منها سنا وأكثر تفرغا لملاعبتي ورعايتي‏,‏ و أب كبير السن لا يراني مرة إلا ويعطيني شيئا من الحلوي‏,‏ وهناك رجل آخر يظهر كل أسبوعين أو ثلاثة في صالون الشقة‏..‏ فيتكهرب الجو في البيت وتختفي أمي في غرفتها‏,‏ وتسرع الأم الأخري الكبيرة بمساعدتي علي إرتداء ملابسي وهي توصيني بإلتزام الهدوء والأدب مع هذا الرجل الذي يجلس في الصالون لأنه أبوك‏..,‏ وتدفعني دفعا إلي مصافحته والخروج معه من البيت فأخرج بعد شيء من المقاومة‏,‏ وفي الخارج يحاول هذا الرجل إرضائي وشراء الحلوي واللعب لي‏..‏ فأنسي مخاوفي بعض الشيء وأتجاوب معه‏..‏ ونتمشي في الشوارع‏..‏ أو نذهب إلي الملاهي‏..‏ أو نزور رجلا كبيرا آخر وسيدة كبيرة أخري يقول لي أنهما جدي وجدتي‏,‏ ثم يعيدني إلي البيت‏..‏ فأرجع ومشاعري تتراوح بين الإبتهاج بهذه الفسحة وبين الإرتياح لعودتي إلي أمي الشابة وفي غرفة النوم تنفرد بي أمي وتسألني بإهتمام عما فعلت مع هذا الرجل وماذا قال وماذا قلت له‏..‏ وهل سألني عنها ؟ وألم يقل لي شيئا عنها ؟ وألم يطلب مني إبلاغها أي شيء؟‏..‏ فأجيبها علي تساؤلاتها بما يعن لي وقتها ويفوتني لصغر سني بالطبع وإدراك ماوراء هذه التساؤلات المحرومة ولا أفهم إلا بعد سنوات سبب إكتئابها ووجومها حين أقول لها أنه لم يسألني عنها ولم يطلب مني أن أسلم له عليها أو أبلغها بأي شيء‏!‏
وتمضي بي الأيام علي هذا النحو‏,‏ ثم يظهر في بيتنا رجل آخر ألاحظ إهتمام أمي الكبير وأبي الكبير به وحفاوتهما الزائدة بزيارته والجلوس معه في الصالون‏..‏ وألاحظ أيضا أن أمي تطلب مني حين يجيء الخروج من غرفتها وتغلق بابها عليها فيها لفترة طويلة ثم تخرج بعدها وهي كالعروسة في كامل زينتها وملابسها‏,‏ وتدخل الصالون وأتبعها إليه‏..‏ وأجلس إلي جوارها وهي تتبادل الكلام مع هذا الرجل‏..‏ وأجده يحاول دائما الحديث معي وسؤالي عن ألعابي وأصدقائي‏,‏ وأشعر بعد قليل من النفور المبدئي منه بالاعتياد عليه وأبدأ في الإستجابة لمداعباته‏,‏ وأري وجه أمي الجميل يشرق بالبهجة حين تراني أتحدث إليه وآلفه‏..‏ ثم ينشغل البيت بأشياء جليلة‏..‏ وتكثر أمي الصغيرة والكبيرة من الخروج دون إصطحابي معهما‏..‏ وأفتقد أمي‏..‏ وأشكو للأب الأخر الكبير فينظر إلي بهدوء ويقول لي أنه سيحدثني كرجل ويتوقع مني أن أكون عند حسن ظنه‏..‏ ثم يسر إلي بالخبر المهم وهو أن أمي سوف تتزوج من هذا الرجل الذي آراه في الصالون خلال أيام وسوف يسافران معا في أجازة‏,‏ وبعد عودتهما سوف أعيش معهما في مسكن جميل‏..‏ وأتمتع بحنان أمي وعطف هذا الرجل الطيب‏..‏ ولا أفهم مما يقوله شيئا إلا أنني سوف أعيش مع أمي في مسكن آخر وإن المطلوب مني هو الصبر علي غيابها بعض الوقت قبل أن يحدث ذلك‏.‏
ويتحقق كل ماقاله لي بعد فترة من الإنتظار‏..‏ وأنتقل إلي أمي في مسكن جديد‏..‏ ويصبح زائر الصالون هذا عضوا دائما في حياتنا الجديدة‏..‏ وأتعامل معه كما كنت أتعامل مع الرجل الكبير في بيتنا السابق‏..‏ وأبي الآخر الذي يدعوني للخروج معه مرة كل أسبوعين‏..‏ وأدرك رغم صغر سني أنه قد وافق علي بقائي مع أمي وزوجها الجديد‏,‏ لأنه قد تزوج ورفضت زوجته أن يضمني إليه وحسنا فعلت لكيلا تحرمني من أمي وفي سن مبكرة أدرك أن ظروفي تفرض علي أن أكون مؤدبا ومطيعا مع زائر الصالون الذي أعيش معه‏..‏ ومع أبي الآخر كلما طلب أن أزوره وأن أشكره علي مايرسله لأمي من نقود كل شهر لتكاليف حياتي‏.‏
وشيئا فشيئا بدأت أتعود علي وجود زائر الصالون في حياة أمي وحياتي وبعد عامين أصبح لي أخ صغير أحبه وألاعبه‏..‏ كما أصبح لي في البيت الآخر أخت أخري لا أراها إلا حين أزور أبي وشيئا فشيئا أيضا بدأت أحب هذا الرجل الذي تزوج من أمي‏,‏ وأتقبل كل توجيهاته لي بصدر رحب وألاحظ أنه رجل طيب ويصلي ولا ينهرني ولا يضربني أبدا ولا يصيح في وجه أمي‏,‏ وإنما ينفذ كل رغباته بالهدوء والكلام الطيب‏.‏ كما بدأت ألاحظ أيضا أن أمي تحبه وترعاه وتقول لي عنه أنه تعويض ربها لها وتلفت نظري إلي أنه يحبني ويخاف علي‏,‏ ولا يبخل بشيء من مطالبي‏.‏ وبالفعل فلقد أدخلني الرجل مدرسة لغات وأشرف علي تعليمي وتربيتي وعلمني أن أعرف ربي وأن أصلي الفروض في أوقاتها ثم بدأ يؤمني في الصلاة ويرفع يديه بالدعاء بعدها ويطلب مني أن أفعل مثله وأدعو الله أن يحفظني وأخوتي وأمي وأبي وجدي وجدتي من كل سوء
وحين بلغت مرحلة المراهقة‏..‏ وبدأت أتمرد علي بعض الأشياء‏..‏ كان هذا الرجل هو الذي يتدخل بيني وبين أمي ويصلح بيننا ويجلس معي في الشرفة وينصحني ويطلب مني أن أكون رفيقا بها لأنها قاست الكثير‏..,‏ فلا عجب ان أحببته حبا من القلب لاني وجدت لديه حنان الأب الحقيقي‏..‏ ولم أجد مثله لدي أبي الطبيعي الذي يكتفي بإرسال المبلغ الشهري‏,‏ ولا أجد حين آراه ماأتحدث فيه معه فيحل الصمت بيننا بعد تبادل السوال عن الأحوال‏.‏
وبعد فترة أخري‏,‏ طلب أبي الآخر أن أنتقل إلي بيته لكي أكون تحت إشرافه في هذه المرحلة الحرجة من العمر‏,‏ ولم أرحب بذلك في أعماقي لكن من كانت ظروفه مثلي لا يكون له حق الاختيار‏.‏
وانتقلت للإقامة معه مع زوجته وأخوتي منه‏,‏ وعانيت الآمرين من زوجة أبي التي عاملتني من اليوم الأول علي أنني أبن ضرتها وليس كأخ لأطفالها‏,‏ وأنزويت في غرفة يشاركني فيها أخوتي معظم الوقت ولم أرو لأمي وأبي الحقيقي شيئا مما أعانيه من زوجة أبي لكيلا أزيد من همومهما‏..,‏ إلي أن مرضت مما تفعله بي زوجة أبي ولاحظ هو إكتئابي وإصفرار لوني الدائمين فسألني‏:‏ هل أريد العودة إلي بيت أمي‏,‏ ولم أجب علي سؤاله خوفا من إغضابه ـ فكرر السؤال ـ فلم أتمالك دموعي لكني لم أنطق بشيء فهز رأسه وأبلغني بأنني سأعود لأمي‏..‏ وكان يوم رجوعي إليها وإلي أخوتي وأبي الحقيقي عيدا‏..‏ وسرعان مااسترددت صحتي ولوني الطبيعي‏,‏ وحصلت علي الثانوية العامة وضغط علي أبي لكي ألتحق بإحدي كليات الفن التي يفضلها لي ولم أكن أرغب في ذلك‏,‏ لكني كتمت رفضي لكيلا أغضبه كعادتي معه ومع غيره وظللت عدة أيام لا أنام‏..‏ وأبي الحقيقي يسألني عما بي‏..‏ ويلح علي في السؤال‏..‏ وأنا لا أبوح بشيء إلي أن رجع من الخارج ذات مساء وبادرني متهللا بأنه أقنع أبي بعد رجاء طويل وعناء شديد أن يدع لي حق أختيار دراستي وكانت ليلة سعيدة في حياتي‏..‏ والتحقت بالكلية التي أرغبها بالرغم من احتجاج أبي وأمضيت سنوات الدراسة بتفوق وأبي الفعلي يشجعني ويسعد بنجاحي ويحتفل به احتفالا صاخبا ويطلب من ابنائه أن يقتدوا بي إلي أن تخرجت متفوقا وأديت الخدمة العسكرية عملت بوظيفة لائقة وبدأت اتطلع لما يتطلع له الشباب في مثل سني‏,‏ وارتبطت عاطفيا بزميلة لي وفاتحت بمشورة أمي أبي الذي أحمل أسمه في رغبتي في خطبتها‏..‏ فرفض ذلك رفضا باتا وبغير ان يسمع أية تفاصيل قائلا لي أن الوقت مبكر جدا للتفكير في مثل ذلك‏.‏ ولم يقتنع بكل ماقلته له من أنني أرغب فقط في تقديم الشبكة لفتاتي وأن أمامنا أربع سنوات إلي أن نتزوج وصارحت فتاتي بما حدث وأعفيتها من عهدها معي‏..‏ لكنها لم تقبل ذلك‏,‏ وفوجئت بأمي بعد يومين تقول لي أنها اتصلت بها وأبلغتها استعداد أسرتها لقبول دبلتين فقط إلي أن تتحسن الأحوال‏,‏ ووجدت أبي الحقيقي يدعوني للجلوس معه في الشرفة كعادته كلما أراد أن يتحدث معي في شيء مهم ويسألني هل تحبها حبا حقيقيا ؟ وأجيبه بالإيجاب فيقول لي‏:‏ إذن لا تفرط فيها لكيلا تندم علي ضياعها من يدك ولسوف يعينك الله سبحانه وتعالي علي تكاليف الزواج‏,‏ ثم يقول لي أنه حاول مع أبي كثيرا لاقناعه بالتقدم لأسرة هذه الفتاة‏..‏ وأصر علي الرفض فأستأذنه في أن ينوب عنه في أن يخطبها لي لأنه كما قال له والد أيضا لي فلم يجب بالرفض أو الإيجاب وإنما قال له أفعلوا ماتشاءون لكني لن أساهم في هذا الزواج‏!‏
وأتفقنا في هذه الجلسة علي أن نتقدم للأسرة بالدبلتين‏..‏ وفي الموعد المحدد ذهبنا إلي بيت فتاتي أنا وأمي وأبي الحقيقي وأخوتي منه‏,‏ وفي الطريق فاجأني الرجل الطيب باخراج علبة مجوهرات قدمها لي سعيدا وهو يقول أنها هديته لي في مناسبة الخطبة‏,‏ وفتحتها فإذا فيها أسورة ثمينة فصرخت من المفاجأة وطفرت الدموع من عيني‏..‏ وخطفت يده من علي مقود السيارة لأقبلها شكرا وعرفانا‏,‏ وذهبنا إلي بيت خطيبتي وقدمنا الشبكة وسعدت سعادة طاغية‏.‏
وفي الأيام التالية سعدت بحياتي وخطيبتي وأمي وأسرتي‏,‏ ولم يكدرني شيء سوي إصرار أبي علي ألا يزور أسرة خطيبتي أو يسمح لي بإصطحابها معي في زيارة لبيته لكي تتعرف عليه‏..‏
وبدأت أسرة خطيبتي تتحدث عن الشقة‏..‏ واجبت بأني أدخر نصف مرتبي وآمل أن استطيع دفع مقدم لشقةصغيرة خلال ثلاثة أعوام‏..,‏ كما أن أمي سوف تساعدني ببعض مدخراتها من عملها‏..‏ وقد يساعدني أيضا أبي الطبيعي وهو قادر علي ذلك‏.‏ ورويت لأبي الفعلي وأمي هذا الحديث‏..‏ فإذا بأمي تكشف لي عن فضل جديد من أفضال زوجها علي‏..‏ وهو أنه منذ عشر سنوات قد رفض بعد أن تحسنت أحواله المادية أن يسمح لها بإنفاق المبلغ الشهري الذي كان أبي يرسله لي وأصر علي ان تفتح به فتر إدخار باسمي في البنك لأستعين به علي أمري بعد الزواج وفتح لأختي وأخي منه دفترين مماثلين في نفس الفرع وواظب خلال السنوات العشر الماضية علي وضع المبلغ الذي يرسله أبي لي في دفتري‏..‏ وبالتالي فلن يكون حلم الشقة بعيد المنال إن شاء الله مع ماأدخره من مرتبي ولا يمكن أن تتخيل عمق ماأحسست به من حب وعرفان لهذا الرجل‏,‏ ولا يمكن أيضا أن تتصور ماأصابني من هلع صادق حين رجعت من عملي ذات يوم فعلمت أنه قد فاجأته وهو في عمله أزمة قلبية نقل علي آثرها للعناية المركزة‏..‏ فهرولت إلي المستشفي‏.‏ وأمضيت الليل واقفا علي باب الغرفة‏..‏ واعتصمت بالمكان ثلاثة أيام حتي تحسنت حالته ونقل إلي غرفة أخري وقضيت معظم الوقت معه وشعرت بالفخر والاعتزاز ونأا أري باقات كثيرة من الورد تنهال عليه وزوارا عديدين يطمئنون علي سلامته‏.‏
ومضت المحنة بسلام واسترددت اطمئناني للحياة وتعاقدنا علي شقة لكي نتسلمها بعد عامين ودفعنا مقدم الثمن وواظبت علي زيارة أبي الطبيعي مرة كل شهر في بيته بالرغم من تحفظه معي وجفاء زوجته لي وبرود مشاعر أخوتي منه تجاهي‏,‏ وبالرغم أيضا من تمسكه رغم كل ماحدث بعدم زيارة بيت خطيبتي أو التعرف علي أهلها‏..‏ وقد فعلت ذلك طلبا لرضا ربي‏..‏ وأيضا لأن أبي الحقيقي كان يوصيني دائما بألا أقطع صلتي بأبي مهما حدث منه وأقترب موعد استلام الشقة وساهمت أمي بمدخراتها من عملها في دفع المهر‏..‏ ورفض أبي الطبيعي المساهمة فيه بدعوي أنه لم يكن راضيا عن الارتباط في هذه السن المبكرة وحددنا موعد الزفاف في شهر مارس من هذا العام عقب استلام الشقة وبدأنا نستعد للزواج‏,‏ ثم فجأة أصيب أبي الحقيقي بنوبة قلبية أشد من لأولي ودخل العناية المركزة وأجريت له جراحة عاجلة‏..‏ وساءت حالته بشدة لمدة‏10‏ أيام ثم رحل الرجل الطيب عن الحياة مبكيا عليه كل من عرفوه‏,‏ ووقفت في السرادق أتلقي العزاء فيه وأنا مكسور الظهر وأشعر باليتم الحقيقي والضياع والخوف من المستقبل‏.‏ وبعد انتهاء الأيام العصيبة‏..‏ احتضنت أختي وأخي الصغيرين وقلت لهما أن أباهما وأبي لم يمت لأنه ربي رجلا سوف يتحمل مسئوليتهما من بعده ويرد إليه فيهما جيمله الذي اسداه له وطلبت منهما ألا يبكيا أباهما لأنه رجل صالح‏..‏ والصالحون في نعيم بالآخرة‏,‏ وأعلنت أسرة خطيبتي أني لن أتزوج قبل مرور عام علي رحيل أبي الذي لم أشعر بحنان الأبوة إلا معه‏.‏ وأصبحت أخرج من عملي فلا أذهب للقاء خطيبتي كما كنت أفعل في الأيام السعيدة وإنما أرجع إلي البيت‏..‏ وأتناول طعام الغداء مع أخي وأختي وأمي وألبي طلباتهم‏..‏ وأشرف علي مذاكرة الأخوة‏..‏ ولا أخرج في المساء إلا إذا اطمأننت علي كل شيء في حياتهم‏.‏
ولقد مضت الآن خمسة شهور علي وفاة أبي ولم تفارقني صورته ولا رنين صوته الهاديء الرزين في مخيلتي‏,‏ وفي كل المواقف التي تواجهني فإني أتمثله‏..‏ وأتسمع صوته وهو ينصحني ويرشدني وأعمل بما كان سيقوله لي لو كان علي قيد الحياة‏..‏ وقد بدأت أمي تتمالك نفسها‏,‏ وتقول لي أنها لم تسعد بالحياة وبالزواج إلا مع هذا الرجل الطيب‏..‏ وهي تضع صورته وهو يحتضنني من ناحية ويحتضن أمي وأخوتي من الناحية الأخري في صدر الصالون وتفتح بيتنا لأهله وأخوته وأبنائهم وتستقبلهم بحفاوة وحب وتقول أنها تشم رائحته في وجوههم‏.‏
ومازلت كما عاهدت هذا الرجل الطيب في حياته أحرص علي زيارة أبي مرة كل شهر ولا أحفل بتحفظه معي أو حتي تجهمه في وجهي أحيانا إعلانا عن استيائه غير المفهوم أسبابه مني‏,‏ كما لا أحفل أيضا بالمشاعر العدائية الصامتة التي تكنها زوجته ضدي بلا سبب معلوم‏,‏ وأعتبر هذه الزيارة واجبا دينيا اؤديه في صبر وأرجو من أدائه رضا ربي ومغفرته كما علمني أبي الحقيقي‏.‏
ولقد كتبت رسالتي هذه بعد أن قرأت رسالة الطفلة الصغيرة التي تطلب أبا لها ولشقيقها‏,‏ وأبوها الطبيعي يعيش في بيته الجميل غير بعيد عنهما في المكان‏,‏ لكي أقول لمن لا يصدق ان في الدنيا بالفعل رجالا من هذا النوع يمكن أن يكونوا آباء حقيقيين لمن لم ينجبوهم وآخرين ليسوا آباء لأبنائهم في الحقيقة ولو كانوا قد انجبوهم بالفعل من أصلابهم‏..‏ فأرجو أن تجتهد في إيجاد أب آخر كذلك الأب الطيب الذي تربيت أنا في أحضانه‏,‏ لوالدة هذه الطفلة الحائرة‏..‏ وأرجو أن تعلم ان لك أجرا كبيرا بإذن الله إذا وفقك الله في إغاثة هذه الطفلة وشقيقها الحائرين‏.‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏
رد رسالة‏:‏ الأب الحقيقي


: ولكاتب هذه الرسالة أقول

‏ كان أمير الشعراء أحمد شوقي يقول‏:‏
ليس اليتيم من انتهي أبواه من
هم الحياة وحلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقي له
أما تخلت أو أبا مشغولا
وبهذا المفهوم في أكثر يتامي الحياة المعنويين الذين يكابدون أقدارهم مع أم تخلت أو أب مشغول‏..‏ وما أرحم السماء بمن تعوضه عن أبيه أو أمه بأم حقيقية أو أب حقيقي‏..‏ لم ينجبه من صلبه فيحدب عليه ويتحمل مسئوليته الإنسانية والتربوية بهذا القدر من الأمانة التي تحملها عنك هذا الرجل الطيب‏.‏ ولا عجب في أن تشعر عند رحيله عن الحياة باليتم الحقيقي والخوف من المجهول بعد أن انكشف عنك غطاء هذا الأب الأمين‏.‏
لقد تذكرت وأنا أقرأ رسالتك ما قاله الإمام المحدث ابن ماجه من أنه‏:‏ خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه‏,‏ وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه‏.‏
الرجل الصالح حقا وصدقا بك قد حماك من كثير من غوائل اليتم المعنوي وآثاره السلبية نفسيا وتربويا علي من يكابده‏.‏ والآن فلقد جاء دورك ياصديقي لكي ترد الدين لصاحبه فتكون كما أراد لك أن تكون إنسانا بمعني الكلمة يرعي حدود ربه وينثر بذور الخير والعطف والرحمة والعدل في مجتمعه المحيط به‏.‏
فلقد أعطاك أبوك الحقيقي المثل في أن تكون إنسانا يضييء الحياة بوجوده فيها‏..‏ ويزيد من مساحة الحب والعطف والرحمة والعدل الإنساني في الدائرة التي يتحرك في مجالها‏.‏ وعلمك كيف تكون إنسانا يعطي للآخرين فيجني ثمار عطائه لهم وللحياة حبا صادقا وعرفانا مخلصا له ووفاء لذكراه‏.‏ والوفاء بالدين من شيم الأوفياء وأصحاب المروءات‏,‏ فأد دينك علي خير وجه للحياة ولهذا الرجل الطيب الذي أحبك ورعي حدود الله فيك‏,‏ ولم يفرق بينك وبين من أنجبهم من صلبه‏..‏ وقم بواجب الأب الحقيقي مع اخوتك منه‏..‏ بل ومع اخوتك الآخرين من أبيك الطبيعي اذا احتاجوا ذات يوم إلي مساندتك لهم في معركة الحياة‏..‏ فمن عرف قلبه الرحمة الصادقة لايفرق بين الضعفاء حتي ولو كانت جالة الحياة قد أبعدتهم عنه في بعض الفترات‏..‏ والإنسان هو ما يفعله كما قال ذات يوم المفكر الفرنسي اندريه مالرو وليس مايفعله به الآخرون‏..‏ ولقد لمست أنت كيف خلف أبوك الحقيقي وراءه كل هذا الأثر الطيب وهذه الذكري العطرة له بما قدم لحياته وبما التزم به في رحلته معها من قيم دينية ومثل أخلاقية‏,‏ فكن مثله في نهجه مع الحياة وأحسن رعاية والدتك التي أخلصت لك الحب والعطف والرعاية ورعت مصالحك بأمانة مع هذا الرجل الفاضل‏,‏ والتزم ببرك بأبيك الطبيعي حتي ولو لم يحسن الآن فهم طبيعتك الخيرة‏,‏ فلسوف يأتي يوم قريب يعرف لك فيه قدرك وطيب معشرك وكريم خلالك‏,‏ ولقد علمت أنت من البداية أنك لاترجو ببرك به رضاءه بقدر ماترجو به رضا من هو أعلي قدرا منه وأعظم شأنا سبحانه وتعالي‏.‏ واستفد بتجربة أبيك الحقيقي في حسن معاشرة والدتك وفي الأثر العظيم الذي خلفه في نفسها ووجدانها في احسان عشرتك لزوجتك حين يجمع بينكما عسكما الصغير‏,‏ كما لاتنس أيضا ماكنت تشعر به وأنت طفل حائر فرضت عليه ظروفه الخاصة أن يكون قليل المطالب‏,‏ شاعرا بالانكسار النفسي ويكتم رغباته الحقيقية اتقاء لغضب الآخرين‏,‏ ويحس إحساسا مبهما ومؤلما في نفس الوقت بأن من كان مثله لايملك حق الاختيار أو حق التعبير عما ينطوي عليه صدره من رغبات وأمنيات‏,‏ وحاول بكل ماتملك من جهد أن تجنب أخويك الصغيرين مرارة هذا الانكسار النفسي وآثاره السلبية الغائرة علي الشخصية‏,‏ فللصغار دائما ومهما كانت ظروفهم حق التعبير عن أنفسهم ورغباتهم وأمنياتهم بغير خوف من أثر ذلك علي من يرعون شئونهم ولهم أو ينبغي أن يكون لهم دائما مايكون لغيرهم ممن يعيشون حياتهم الطبيعية من حق الرفض والقبول وحق الاختيار‏.‏ وبذلك تقدم للحياة أخوة أسوياء تجنبهم مرارة ما أحسست به أنت وأنت تقف أمام أبيك الطبيعي عاجزا عن التعبير له عن رغبتك في العودة للاقامة مع والدتك أو وأنت تكتم رغبتك الخفية في الالتحاق بكلية بعينها توهما منك أن مثلك لايكون له حق الاختيار‏.‏ وخير الدروس هو ما نتعلمه من تجاربنا المؤلمة في الحياة وخير البشر هم من يسعون دائما لأن يجنبوا عزاءهم والآخرين ما عانوا هم من قبل مرارته وخبروا قسوته عليهم حين كانوا ضعافا حائرين‏..‏ والسلام‏.‏

أخطاء الماضي مشكلة ورد للاستاذ الراحل عبد الوهاب مطاوع

أخطاء الماضي
 
  
أنا سيدة في الخامسة والعشرين من عمري وقارئة مستديمة ‏««‏لبريد الجمعة‏»»‏ منذ أن كنت طالبة في المرحلة الإعدادية‏,‏ وقد تردت قبل كتابة رسالتي هذه لكني أحتاج لمشورتك ونصيحتك لي ولكل البنات ممن يواجهن بنفس التجربة‏.‏
تبدأ قصتي منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري‏,‏ أي في نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية فقط‏,‏ أعطتني زميلة لي في المدرسة رقم تليفون أحد الشباب للاتصال به وإبلاغه رسالة منها لأنها ـ كما قالت لي ـ تخاف من أمها إذا هي اتصلت به من بيتها‏,‏ في الوقت الذي كانت أمي تعطيني فيه كل الثقة وتتصور أنه لو أخطأ كل بنات الدنيا فإنه لا يمكن أن أخطأ أو أن أخون ثقتها‏,‏ لأنها ربتني علي المبادئ الدينية وحفظ القرآن والصلاة بانتظام‏.‏
وبعد تردد ونتيجة لقلة الخبرة اتصلت بهذا الشاب وتم التعارف بيننا ومن خلال الاتصالات التليفونية بدا لي في منتهي الأخلاق والحب الشديد لي‏,‏ واتفقنا علي موعد للالتقاء وجها لوجه في طريق عودتي من المدرسة لكي يري كل منها الآخر‏,‏ وكنت أصطحب معي إحدي صديقاتي عند رؤيته لكي لا يكون معي وحدنا‏.‏ وقد أسمعني وقتها كل الكلام الحلو الذي تتمناه أية فتاة في مثل سني‏,‏ وبعد فترة اكتشفت أمي هذه العلاقة فكانت صدمتها هائلة وصدمة أبي الذي كان في قمة التدبن والحب لأسرته الصغيرة‏.‏ ومنعاني بالطبع من الاتصال بهذا الشاب وأعطتني أمي بكل ما أوتيت من قوة نصائح دينية ودنيوية وقالت إنه حتي لو تزوجك هذا الشاب فلن يثق فيك أبدا‏,‏ وكيف يثق فيك وأنت تخونين أمك وأباك‏,‏ وأثر في ذلك كثيرا‏,‏ وفي أول فرصة استطعت أن أنفرد فيها بالتليفون بعد مرور عدة أشهر قمت بالاتصال به بالرغم من كل الحصار المضروب حولي‏,‏ فكان في قمة السعادة أن عاودت الاتصال به فأنستني حفاوته كل ما كان من أمي وأبي ونصائحهما لي‏,‏ عن طريق إحدي زميلاتي في المدرسة اتفقت علي موعد للقائه ثانية بصحبة هذه الصديقة حتي لا تشك أمي في شي‏.‏ لكن أمي اكتشفت الأمر قبل مقابلته والحمد لله وقامت الدنيا ثانية وتمت مصادرة القليل الباقي من حريتي وانقطع الاتصال بيننا نهائيا إلي أن التحقت بالجامعة وهناك كان المجال أوسع‏,‏ وقالت لي أمي وقتها إنها تريد أن تسترد ثقتها في والأمان الذي انتزعته من حياتها من يوم أن عرفت هذا الشاب‏,‏ فهو أقل من مستوانا العلمي والمادي‏,‏ وكنت عاهدت نفسي ألا أتصل به‏,‏ لكنه عرف عن طريق صديقتي في الكلية التي التحقت بها وهي إحدي كليات القمة في الوقت الذي التحق فيه بكلية عادية‏,‏ وتخرج هو في كليته بلا تفوق وجاء إلي كليتي فحدثته بما قالته أمي وأنه لن يثق بي بعدما كان من مراهقتي معه‏,‏ فأكد لي أنه يثق بي أكثر من ثقته في نفسه وكيف لا يثق بي وهو لم يلمس حتي يدي‏,‏ وتقدم لخطبتي وحاولت أمي جاهدة منعها وكذلك أبي الذي قال لماذا أقبل به وهو أقل ممن تقدموا لي من جميع النواحي‏,‏ لكني استطعت التأثير عليهما في النهاية ووافق أبي بعد أن سأل عنه وعرف أنه يصلي في المسجد كل الفروض وأنه متدين‏,‏ لكن أمي استمرت علي رفضها وتم زواجي منه فلم تمض سوي بضعة أشهر وظهر زوجي ومن أحببته عمري كله علي حقيقته‏,‏ فهو سريع الغضب ودائم المعايرة بأني أحببته من وراء أهلي‏,‏ وفي كل مناسبة سعيدة أو تعيسة دائما يقول لي إنه يتمني لو كان قد تزوج امرأة شريفة لا تخرج من وراء أهلها لمقابلة الشباب‏,‏ حتي أنه في زفاف أخته وأنا معه وبدون مناسبة قال لي إن زوج أخته هذا محظوظ لأنها رفضت حتي محادثته تليفونيا إلا بعد عقد قرانها عليه‏,‏ وهذا كاف لكي ينام مستريح البال وليفخر بها أمام كل الناس‏,‏ وليس بالعلم ولا المال ولا أي شيء عندي‏!‏
وقد حاولت جاهدة أن اثبت له أني مافعلت ذلك إلا لحبي له وأنه من المستحيل أن أخونه وأنا المرأة المصلية المحجبة وأخاف ربي لكنه دائما يجرح كرامتي ويقول إنني كنت أيضا حين كنت أحدثه تليفونيا من وراء أبي مجحبة ومصلية بل وقارئة للقرآن ومن خانت أباها وأمها لابد أن تأتي يوم تخون فيه زوجها‏.‏
وحين قرأنا أنا وهو في بريد الجمعة رسالة أبواب الجحيم للزوج الذي روي عن خيانات زوجته المتكررة به‏,‏ فوجئت بزوج يقول لي إنه لن يسمح بأن يجيء اليوم الذي يصبح فيه مثل هذا الرجل‏,‏ وأنه من الأفضل لنا أن نفترق الآن‏!‏
والحق أنه لم يعد يؤلمني الآن أن نفترق بعد أن لقيت منه كل أنواع الامتهان لمشاعري وكل ألوان الجرح لكرامتي‏,‏ إن لي منه طفلة عمرها عامان الآن وسوف آخذها لأربيها في بيت أمي وأعرفها في الوقت المناسب بما فعله أبوها لكيلا تثق وهي فتاة في وعود أي شاب ولا تستجيب لأي إغراء من الشباب ولا تخون ثقة أمها فيها كما فعلت أنا ودفعت الثمن من كرامتي وسعادتي‏.‏
إن زوجي رجل متدين ويخاف ربه ويؤدي كل الفرائض علي أكمل وجه ويقول لي إنه لولا هذه الغلطة لكنت زوجة مثالية‏..‏ فلا حول ولا قوة إلا بالله‏..‏ لكني أرجو أن تكون قصتي هذه عبرة لكل فتاة تخون أباها وأمها فتقدم علي التعرف علي أي شاب من وراء ظهريهما والسلام‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏
ولماذا يجلدك زوجك بهذه الغلطة وحدك ويحملك كل المسئولية عنها ويعفي نفسه من نصيبه الأكبر منها؟‏!‏ ولماذا يتجاهل مسئوليته عن إغواء فتاة صغيرة بالكلام المعسول الحلو‏..‏ والوعود الكاذبة بأن يثق فيها بعد الزواج ويحنو عليها ويحفظ عليها كرامتها ويسعد بها ويسعدها؟ وأين ثقته في نفسه أولا ثم في أخلاقياتك وحبك له ووفائك لعهده؟ هل يري نفسه أدني من أن يحظي بإخلاص زوجة محبة تقصر طرفها عليه وحده ولا تري بين رجال الدنيا كلها سواه؟
وما هي أدلته علي هذ الشك القاتل في وفائك له وقيمك الأخلاقية والدينية حتي ولو كنت قد تجاوزت معه في مراهقتك وارتبطت به في الخفاء؟ ولماذا لم يلتمس لك العذر فيما فعلت بصغر سنك وقتها وبحبك له‏..‏ وبإغوائك هو شخصيا لك؟
إن جلد الآخرين بهفواتهم السابقة نوع من السادية والتلذذ بإيلام الغير لا يليقان بمن نشأ في طاعة الله ويرعي حدود ربه ويحرص علي أداء فرائضه كزوجك‏,‏ ونصيحتي له هي ألا يبدو رصيده لديك من الحب بمثل هذه الروح السادية الملائمة لك علي الدوام‏,‏ وبأن يستعيد ثقته بنفسه وجدارته بوفائك له وبقيمك الأخلاقية والدينية‏..‏ وأن يعرف كذلك أن أخطاء الماضي خاصة إذا كانت من قبيل طيش المراهقة الذي لم يوغل في المعصية‏,‏ ليست دائما دليلا علي الحاضر‏,‏ ولا مؤشرا للمستقبل‏,‏ فالإنسان يتعلم من أخطائه ويكتسب النصح والفهم الأفضل للحياة مع مرور الأعوام ولو حوكم كل إنسان بأخطاء صباه ومراهقته لما نجا أحد غالبا من الإدانة والشك في قيمه وأخلاقياته لكن رحمة ربك أوسع وأرفق بالبشر من بعضهم بالآخر‏,‏ ولله أفرح بتوبة عبده الخاطئ من أحدكم يجد ضالته في الفلاة كما جاء في الحديث‏.‏
ومادام زوجك متدينا ويعرف حدود ربه فلابد أن يكون قد قرأ ما روي عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين جاءه رجل فقال له‏:‏ يارسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وفعلت كل شيء‏,‏ غير أنني لم أفعل بها‏,‏ فسكت الرسول الكريم ساعة ثم نزلت الآية الكريمة‏:‏ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات‏.‏
فدعا الرسول الرجل وقرأها عليه وكان العظيم عمر رضي الله عنه بين الحضور فسأله‏:‏ أله خاصة أم للناس عامة؟ فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه‏:‏ بل للناس عامة‏.‏
وإقامة الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل تعني هنا كما قال المفسرون كثرة الاستغفار والتوبة الصحيحة عن الخطأ والندم الشديد عليه وعدم الرجوع إليه أبدا‏.‏
ولا عجب في ذلك‏..‏ والله سبحانه وتعالي يغفر ولا يعير‏,‏ وبعض الناس يعيرون ولا يغفرون‏.‏ فكيف يرضي زوجك لنفسه بأن يكون واحدا منهم؟
إنني أشكرك علي رسالتك هذه وأشاركك دروسها المستفادة وأضعها تحت أنظار من تتوجهين بها إليهن‏..‏ والسلام‏.‏  
  
  


أبواب الرحمة مشكلة ورد للاستاذ الراحل عبد الوهاب مطاوع

أبواب الرحمة
 
  
أنا طبيب وأستاذ ورئيس أقسام الجراحة بإحدي كليات الطب الإقليمية‏..‏ ومن أصدقاء هذا الباب‏..‏ وقد قرأت رسالة قسوة الكلمات للشاب الطيب الذي أصيب بالمرض الخطير وأجريت له جراحة وتحسنت حالته والحمد لله واستشار طبيبه في أن يتزوج فنصحه بأن يفعل وفي أقرب وقت‏,‏ وكتب إليك يسألك‏:‏ هل يصارح من سوف يتقدم إليها بتاريخه المرضي‏..‏ أم يكتمه عنها خوفا من الأثر السلبي المتوقع لإطلاعها عليه‏..‏ كما أشار في رسالته إلي قسوة طبيب كان يتعامل معه في بداية مرضه ومصادمته له بأشياء عن مرضه كادت تقتل فيه الأمل في الحياة‏,‏ وتسد عليه أبواب الرحمة لولا أن اتجه إلي طبيبه الحالي الذي أعاد الأمل إلي نفسه وبشره بإمكان الشفاء وأجري له الجراحة ومضت عشرة أشهر بعدها‏..‏

وحتي الآن لم يشك من أي ألم والحمد لله‏..‏ وأريد أن أطلب من كاتب هذه الرسالة أن يهدأ بالا وأن يطمئن قلبه برحمة الله الواسعة والتي إن بلغت ظلالها أحدا من عباده فإن كل ماهو مستحيل يصبح هينا بأمر الله وكل مايعتبر من ضروب الخيال يصبح هو الحقيقة ذاتها وليسمح لي بأن أروي له هذه القصة الحقيقية من واقع تجربتي العملية في ممارسة مهنة الجراحة‏..‏ فقد ترددت علي عيادتي الخاصة في عام‏1991‏ سيدة في حوالي الثلاثين من عمرها وكانت في ذلك الحين متزوجة منذ خمس سنوات ولم تكن قد أنجبت بعد‏,‏ وقد جاءتني تشكو من ورم في رقبتها وبمجرد الفحص الاكلينيكي له ظهرت أمامي الصورة التي لا تخطئها عين الجراح وهي صورة أورام الغدد الليمفاوية فقمت بأخذ عينة من الورم وأظهرت نتيجة التحاليل إصابتها فعلا بورم الغدد الليمفاوية‏.‏

وقمت بتحويلها إلي أحد المراكز المتخصصة لتلقي العلاج الكيماوي وراحت بعد ذلك تتردد علي عيادتي في فترات متباعدة إلي أن سافرت الي خارج البلاد عامي‏1993‏ و‏1994‏ وبعد عودتي الي أرض الوطن وفي أحد أيام سنة‏1996‏ وخلال قيامي بالكشف علي مريضة بعيادتي كانت معها سيدة لم أعرفها لأول وهلة‏,‏ وبعد انتهاء الكشف علي المريضة فوجئت بهذه السيدة المرافقة للمريضة تسألني ألا تتذكرني فأجبتها بالنفي وإذا بها هي نفس السيدة التي أخذت منها العينة منذ خمس سنوات والتي تركتها تستكمل علاجها الكيماوي فنظرت إليها باهتمام فرأيتها قد ازداد وزنها النصف تقريبا ووجهها يشع فرحة وسرورا‏,‏ وعرفت منها أنها قد داومت علي العلاج الكيماوي بانتظام وإذا بها خلال تلقي العلاج الكيماوي يشاء لها الله سبحانه وتعالي أن تحمل وأن تنجب طفلا سليما معافي بالرغم من تناولها العلاج الكيماوي وإذا بالحمل يتكرر مرة ثانية بعد ذلك وتلد طفلا آخر سليما بعد أن كانت قبل المرض عقيما لا تلد‏!‏
كما كانت تعاني أيضا من آلام الروماتويد حتي أنها قبل مرضها كانت شبه قعيدة لا تقوي علي القيام بأعمال المنزل فإذا بها بعد العلاج الكيماوي لورم الغدد الليمفاوية تشفي تماما من مرض الروماتويد‏,‏ وسبحان الله العظيم وهي الآن وبعد مرور عشر سنوات تعيش حياة سعيدة هانئة وكل ذلك بفضل رحمة الله التي تغمدتها ولهذا فإني أقول لكاتب رسالة الشاب إن الموت والحياة هو سر عظيم من أسرار الخالق وأنه أبدا لا يموت العليل ولا يحيا الصحيح المعافي‏,‏ ولو كان الأمر كذلك ماكان هناك سر من أسرار الله وإنما قد يموت السليم وقد يعيش العليل والله تعالي يقول‏:‏ وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت‏.‏
فامض ياصديقي في حياتك واستكمل علاجك وعش بالأمل في رحمة الله الواسعة وأعمل بنصيحة محرر هذا الباب ففيها كل الخير إن شاء الله وإنني أدعو أصدقاء ‏««‏بريد الجمعة‏»»‏ للدعاء لك في هذا الشهر الكريم‏..‏ فالله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وقد أمرنا الله تعالي بالدعاء ووعدنا بالإجابة وقال ربكم أدعوني استجب لكم‏..‏ والله معك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏
ويخلق ما لاتعلمون صدق الله العظيم‏..‏ أكانت تتصور هذه السيدة وهي مهمومة بأمر مرضها وعلاجها‏..‏ أن هذه المحنة المرضية نفسها هي مقدمة الإذن الإلهي لها بأن تحمل بعد طول انتظار وتنجب طفلا صحيحا معافي‏..‏ ثم تحمل مرة أخري ويضاعف لها ربها العطاء ضعفين فتشفي من مرضها بأمره وترزق بطفل آخر سليم وتبرأ من آلام الروماتويد المزمنة‏..‏ وتتحرك بإذن ربها حرة طليقة من قيود المرض والألم والعناء‏..‏ أوليست هذه هي الألطاف الإلهية التي تقول لنا في بعض الأحيان ماالحزن إلا مقدمة للسرر وأن من صبر واحتسب واستمسك بإيمانه بربه وتعلق قلبه بالأمل الدائم في رحمته التي وسعت كل شيء سبحانه له حسن المآل؟
إنني أشكرك علي هذه الرسالة الجميلة التي تفوح بعطر الإيمان وعبق الأمل وتحمل البشري لكل مهموم بأمره فما يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون‏..‏ وأرجو أن يشاركك الأمنيات الخيرة للشاب كاتب رسالة قسوة الكلمات‏,‏ وللسيدة الفضلي بطلة هذه القصة الجميلة ولكل من يتطلعون إلي السماء بقلوبهم وأنظارهم ينتظرون البشري بانكشاف الغمة‏..‏ وتفريج الكروب‏..‏ والسلام‏.‏  
  
  
  
  


هل يبرر عدم حب الزوجة طلاقها



السؤال:
عندي سؤال أود أن تجيبوني عليه بسرعة وأن لا تبخلوا علي بالنصيحة فأنا في حيرة من أمري… عقدت منذ شهرين تقريبا على أخت (أحسبها صالحة) ولمجموعة من الأسباب لم أستطع الدخول بها حتى الآن خلال هذه المدة تمكنت من التعرف عليها ومن رؤيتها بلا حجاب (شعرها وشكل جسمها). للأسف يا شيخ لم أجد فيها من الجمال ومن اللباقة والذكاء ما كنت أود أن أجده في من ستكون رفيقة عمري إنني لا أشعر بذلك الانجذاب الذي على العريس أن يحس به اتجاه عروسته حتى أصبحت أخشى أن لا أستطيع مجامعتها ليلة الدخلة أكثر من هذا أصبحت لا أتصورها أما لأولادي ،لا شك يا شيخ أن زوجتي على قدر من الأخلاق والحياء ومقيمة للصلاة وتقرأ القرآن ومن عائلة محترمة فقد تحريت عن أمر دينها كثيرا واستخرت الله كثيرا في شأنها ولكن الأمور التي سبق ذكرها (جمال الجسم، اللباقة والذكاء) لم أستطع التحري عنها لأن ذلك شبه مستحيل قبل عقد الزواج.
أنا الآن يا شيخ في حيرة من أمري فأنا لا أستطيع الدخول بها الآن نظرا لعدم توفر السكن وحتى لو تيسر هذا الأمر فأنا لا أشعر بتلك الرغبة في جماعها هل أصارحها بما في قلبي أو أكتمه لعل وعسى يغيره الله؟ أنا الآن أفكر في الطلاق ولكن أخاف أن أجرح مشاعرها خاصة وأنها إنسانة طيبة وأن عائلتها أناس محترمون لم أر منهم إلا الخير ماذا أفعل؟ أنا في حيرة من أمري؟
و جزاكم الله كل خير
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 
فإن كان السائل يستشير فهناك قسم للإستشارة في الشبكة عليه أن يرسل إليهم باستشارته، وإن كان يستفتي عن حكم الطلاق في مثل هذه الحالة، وحكم مصارحة الزوجة، فنقول: الطلاق يكره إذا كان لغير حاجة، وأما إذا كان هناك حاجة فإنه مباح، وفي حال خشي الزوج أن لا يقيم حدود الله وما أوجبه الله عليه من حقوق لزوجته ومن ذلك الوطء، كما هو حال السائل، فالطلاق مباح.
مع أننا ننصح بالتريث وعدم الاستجعال في شأن الطلاق، فليس الحب هو الركيزة الوحيدة التي يبنى عليها بيت الزوجية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر أو قال غيره. رواه مسلم وغيره.
والله أعلم.
المصدر:اسلام ويب

طلقني زوجي الطلقة الثالثة، ثم أخذ يشكك في وقوع الطلقة الثانية


السؤال:
طلقني زوجي الطلقة الثالثة، ثم ندم على ذلك، وأخذ يشكك في وقوع الطلقة الثانية، وأنها كانت مشروطة، وأحضر فتوى بعدم وقوعها دون أن يسمع الشيخ القصة من طرفي، وقصة الطلقة الثانية أنه حصل خلاف بيني وبينه، فطلبت منه أن أسافر إلى أهلي، فقام بحجز التذاكر على الكمبيوتر، وقال لي: إن الحجز جاهز، وإذا كبست هذه الكبسة لشراء التذاكر فأنت طالق، فضغطت على الزر، وبعد أيام قال لي: إنه سأل عن هذه الطلقة وأخبره الشيخ أنها طلقة ثانية، ويستطيع إرجاعي، فهل هو صادق فيما يقول؟ وقرأت في بعض الفتاوى أنه بعد الطلقة الثالثة لأي زوج البحث في صحة الطلقات السابقة، فأفيدوني -جزاكم الله خيرًا-.

الفتوى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا وقوع الطلاق المعلق بحصول الشرط، سواء قصد الزوج الطلاق أم قصد التأكيد أم التهديد ونحوه، لكن بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية ـرحمه الله- ومن وافقه، يرى أنّ الحلف بالطلاق وتعليقه لا بقصد الطلاق حقيقة، بل بقصد التهديد، ونحوه لا يقع بالحنث فيه طلاق، ولكن تلزم الحالف كفارة يمين، وانظري الفتوى رقم: 11592.
فإذا عمل الزوج بقول من أقوال أهل العلم في المسألة، فلا حرج عليه، وبعض العلماء يجيز الرجوع عن التقليد ولو بعد العمل بالقول الأول، كما بينا ذلك في الفتوى رقم:186941.
وإذا اختلف الزوجان في الطلاق، فالأصل أنّ قول الزوج هو المعتبر، ومحل الفصل في التنازع في مثل هذه المسائل المحكمة الشرعية، فإن لم تكن فالمراكز الإسلامية، لكن إذا تيقنت المرأة أن زوجها أوقع عليها ثلاث تطليقات ثم أنكر الطلاق، أو كان الزوج يقلد مذهبًا في الطلاق والزوجة تعتقد بطلانه، فلا يجوز لها البقاء معه وهي تعتقد أنه قد أبانها بينونة كبرى، بل عليها مفارقته، ففي مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية صالح: وسألته عن امرأة ادعت أن زوجها طلقها، وليس لها بينة وزوجها ينكر ذلك، قال أبي: القول قول الزوج إلا أن تكون لا تشك في طلاقه قد سمعته طلقها ثلاثًا، فإنه لا يسعها المقام معه، وتهرب منه، وتفتدي بمالها.
وجاء في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: وَلَوْ قَالَ لِزَوْجَتِهِ: اخْتَارِي، فَقَالَتْ: قَدْ اخْتَرْت نَفْسِي، وَهِيَ تَذْهَبُ إلَى أَنَّ الْخِيَارَ ثَلَاثٌ، وَالزَّوْجُ يَرَاهُ وَاحِدَةً، فَإِنَّ الْحُكْمَ لَا يُبِيحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُمَكِّنَ الزَّوْجَ مِنْهَا، وَلْتَمْنَعْهُ جَهْدَهَا، وَلَوْ رَفَعَهَا إلَى قَاضٍ يَرَى الْخِيَارَ طَلْقَةً فَارْتَجَعَهَا الزَّوْجُ فَلَا يُبِيحُ لَهَا الْحُكْمُ مَا هُوَ عِنْدَهَا حَرَامٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ يَأْتِيَهَا الزَّوْجُ إلَّا وَهِيَ كَارِهَةٌ.
وراجعي الفتوى رقم: 225799.
والله أعلم.
اسلام ويب

الوضوء والصلاة مع وضع كريمات البشرة .. مالحكم



السؤال:
هل يجوز وضع الكريمات بمختلف أنواعها على البشرة بعد الوضوء؟.

الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستعمال الكريمات الأصل فيه الإباحة ما لم يرد ما يقضي التحريم، جاء في عمدة القاري للعيني: وَلَا يمْنَع من الْأَدْوِيَة الَّتِي تزيل الكلف وتحسن الْوَجْه للزَّوْج، وَكَذَا أَخذ الشّعْر مِنْهُ. انتهى.
لكن إذا ثبت طبياً أنها مضرة، فإنه يحرم استخدامها منعاً للضرر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك وأحمد وابن ماجه والنسائي.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 17912، بعض الحالات التي يحرم فيها استعمال الكريمات, فراجعيها إن شئت.
وفي حال جواز استعمال الكريمات, فلا مانع من استعمالها بعد الوضوء, وكذا قبله أيضا إذا لم يكن لها جرم يمنع وصول الماء إلى البشرة تجب إزالته, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 153343.
والله أعلم.

اسلام ويب