الأحد، 4 مايو 2014

هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في الذِّكرِ[1]

هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في الذِّكرِ[1]



د. أحمد بن عثمان المزيد


 


كان أكملَ النَّاسِ ذِكْرًا لله عزَّ وجلَّ, بَلْ كانَ كلامُه كُلُّه في ذِكْرِ الله وما والَاه, وكانَ أَمْرُهُ وَنَهْيُه وتشريعُه للأمةِ ذِكْرًا منه لله, وسكوتُه ذكرًا منه له بقلبه, فكان ذكرُه لله يجري مع أنفاسِه قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه وفي مشيه وركوبِه وسيْرِه ونزولِه وَظَعْنِهِ وإقامته صلى الله عليه وسلم .

أ – هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في الذِّكرِ إِذَا أَصْبَحَ أو أمْسَى:
1- وكان إذا أصبح قال: ((أصبحنا على فطرة الإسلام, وكلمة الإخلاص, ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان مِنَ المشركين)) [حم]. وكان يقول: ((اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا, وبك نحيا ونموت وإليك النشور)) [د، ت، جه] وقال: ((إِذَا أصبحَ أَحَدُكُم فليقل: أَصْبَحْنَا وأَصْبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذا الْيَومِ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ ونُورَهُ وَبَرَكَتَه وهِدَايَتَهُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما فيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إِذَا أَمْسَى، فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ)) [د].

2- وقال: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العبدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إلهَ إلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لي؛ إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، مَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ موقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ، دَخَلَ الجَنّةَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ، دَخَلَ الجنَّةَ)) [خ].

3- وقال: ((مَنْ قَالَ حين يُصْبِحُ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ في الْيَومِ مائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدلَ عَشرِ رِقَابٍ، وكُتِبَ لَهُ مائةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَومَهُ ذَلِكَ حتى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأتِ أَحَدٌ بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ به إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ)) [ق].

4- وكان يدعو حين يصبح وحين يمسي بهذه الدعوات: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ العَافِيَةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ العَفْوَ والعافيةَ في ديني ودُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُر عَوْرَاتِي، وآمِنْ رَوْعَاتِي، اللّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ومِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالي، وَمِنْ فَوقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)) [د، جه].

5- وقال: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ في صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ ومَسَاءِ كُلِّ ليْلَةٍ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شيءٌ في الأرض وَلَا في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، إلَّا لَمْ يَضُرَّهُ شيءٌ)) [د، ت، جه].

6- وقال له أبو بكر: عَلِّمْنِي مَا أقولُ إِذَا أَصبحتُ وإذا أمسيتُ قالَ لَهُ قُلْ: ((اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاواتِ والأرضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شيءٍ وَمَلِيكَهُ ومَالِكه، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نفسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِه، وَأَنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ)). قالَ: ((قُلْها إِذَا أَصْبَحْتَ وِإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ)) [د، ت].

ب – هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في الذِّكْر إذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ أَو دَخَلَ[2]:
1- كان إذا خرج من بيته يقول: ((بِسْمِ اللهِ، توكلتُ على اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أوْ أُضَلَّ أَوْ أزلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أو أَجهلَ أَوْ يُجْهَلَ عَليَّ)) [ت، ن، جه].

2- وقال: ((مَنْ قَالَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بيتِه: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ ولا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ؛ يُقَالُ له: هُديتَ وكُفيتَ، ووقيتَ، وتَنَحَّى عَنْهُ الشيطانُ)) [د، ت].

3- وإذا خرج إلى الفجر قال: ((اللَّهُمَّ اجْعَل في قلبِي نورًا، واجْعَل في لسَانِي نورًا، واجْعَل في سَمْعِي نورًا، واجْعَل في بَصَرِي نورًا، واجْعَل مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، واجْعَل مِنْ فَوْقِي نُورًا، واجْعَل مِنْ تَحْتِي نُورًا، اللَّهُمَّ أَعْظِمَ لي نُورًا)) [ق].

4- وقال: ((إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ)) [د].

ج – هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في الذِّكْر عِنْدَ دُخُولِ المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ[3]:
1- كانَ إذَا دَخَلَ المَسْجِدَ قَال: ((أَعُوذُ باللهِ العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانِه القديم مِنَ الشيطانِ الرجيمِ، قالَ: فَإِذَا قَالَ ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ اليومِ)) [د].

2- وقال: ((إِذَا دخلَ أحدُكُم المسجدَ فَلْيُسَلِّم عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم، ولَيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَح لي أبوابَ رحمتِكَ، فإذا خَرَجَ؛ فليقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُك مِنْ فَضْلِكَ)) [د، جه].

د – هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في ذِكْرِ رُؤيةِ الْهِلال[4]:
كانَ إذا رَأى الهلال يقول: ((اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإيمانِ، وَالسَّلَامَةِ والإسْلَامِ، رَبِّي وَربُّكَ اللهُ)) [ت].

هـ - هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - في الذِّكر عِنْدَ العُطاس والتثاؤبِ[5]:
1- ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العُطَاسَ، وَيَكْرُه التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ الله، كَانَ حَقًّا عَلَى كلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَه أَنْ يَقُولَ له: يَرْحَمُكَ اللهُ، وأَمَّا التَّثَاؤُبُ؛ فإنَّما هو منَ الشَّيْطَانِ؛ فَإذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُم فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاع؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ)) [خ].

2- وكان إذا عَطَس وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ، وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ بها صوته. [د، ت].

3- وكان إذا عَطَس فقيل له: يَرْحَمُكَ اللهُ، قال: ((يَرْحَمُنا اللهُ وإياكم، ويَغْفِرُ لَنَا وَلَكُمْ)).

4- وقال: ((إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحمدُ للهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَه: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ)) [خ].

5- وقال: ((إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُم فَحَمِدَه اللهَ فَشَمِّتُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ الله فَلَا تُشَمِّتُوهُ)) [م]. وكان إذا زادَ العاطسُ عن ثلاثِ مراتٍ لَمْ يُشَمِّتْهُ وقال: ((هَذَا رَجُلٌ مَزْكُومٌ)) [م].

6- وصح عنه: ((أَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَهُ، يَرْجُون أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، فَكَانَ يقولُ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلحُ بالَكُم)) [ت].

و – هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - فيمَا يقُولُ مَنْ رَأىَ مُبْتَلًى[6]:
قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا مَنْ رَجُلٍ رَأَى مُبْتَلًى، فقال: الحَمْدُ لله الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابتلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا لَمْ يُصِبْه ذَلِكَ البلاءُ كَائنًا مَا كَانَ)) [د، ت].

ز- هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ سَمَاعِ نَهِيق الْحِمَار وَصِيَاحِ الدِّيكة[7]:
أَمَرَ أُمَّتَه إذا سَمِعُوا نَهِيقَ الحِمَارِ أَنْ يَتَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وإِذَا سَمِعُوا صِيَاحَ الدِّيكَةِ أَنْ يَسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ [ق].

ح – هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم - فيما يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ من اشتَدَّ غَضَبُه[8]:
أَمَرَ مَن اشْتَدَّ غَضَبُه بالوُضُوء، والقعودِ إنْ كانَ قائمًا، والاضطجاع إِنْ كان قَاعِدًا، والاستعاذةِ باللهِ مِنَ الشيطانِ الرجيمِ.





[1] زاد المعاد (2/332).
[2] زاد المعاد (2/235).
[3] زاد المعاد (2/336).
[4] زاد المعاد (2/361).
[5] زاد المعاد (2/371، 397).
[6] زاد المعاد (2/417).
[7] زاد المعاد (2/426).
[8] زاد المعاد (2/423).






التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets