السبت، 19 أبريل 2014

اصلاح ورا اصلاح ولا صلاح بقلم/ دكتورة /غادة حمزة الشربينى


اصلاح ورا اصلاح ولا صلاح .. بقلم/ دكتورة /غادة حمزة الشربينى


الاصلاح لفظ من الفاظ القرآن الكريم ويعنى محاولة القضاء على الفساد أو محاولة نشر الخير بين أفراد المجتمع وجماعاته , و الاصلاح هدف الرسالات السماوية فالرسل مصلحون فى الارض ونبى الله شعيب يقول : {إنْ أُرِيدُ إلاَّ الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ} [هود : 88] وللإصلاح مجالاتِه عدة منها اصلاح العقيدة والأقوال والأعمال أو الاصلاح بين النَّاس فى المنازعاتُ ، و الخصوماتُ.
ويرتبط الإصلاح بالهدف من الخلق فالحق تبارك وتعالى حدد فى كتابه العزيز هدفين لخلق الانسان هما : تحقيق العبودية لله و عمارة الارض ,و المتأمل لهذين الهدفين يجد فيهما صلاح حال البشر فعبادة الله وفق منهجه القرآنى والامتثال لأوامره ونواهيه فيه صلاح لحال الانسان , وكذلك السعى فى الأرض واكتشاف اسرار الخلق وللوصول إلى المعارف التى تمكن الانسان من تغير العالم وهذا ايضا من شأنه أن يهدى الإنسان إلى الإيمان ويوفر له سبل العيش الرغد.
ولا أحد ينكر أن الانسان منذ أن وطئت قدماه الأرض وهو فى محاولة جادة للإصلاح ولكن فى بعض الأحيان لا تتحقق غاية الإصلاح ولعل السبب وراء ذلك يرجع إلى أسباب عدة منها : عدم وجود رؤية واضحة للإصلاح (من نصلح؟ولماذا نصلح ؟ وكيف نصلح ؟) أو العكس كوضع شعارات أو رؤى لا تنفذ – كما هو الحال الآن فى بعض المؤسسات الاجتماعية والحكومية والتى تضع لنفسها رؤية ورسالة يجهلها القائمون على تحقيق أهداف هذه المؤسسات - وقد لا يتحقق الاصلاح لكونه صار وظيفة تمارس بشكل تقليدى وليس دورا أو مسؤولية اجتماعية أو قد يكون هناك من يعرقل تحقيق الاصلاح بالوقوف ضده .
ولعل اكثر النظم الاجتماعية حاجة الى الاصلاح النظام التعليمي , وبالفعل سعت العديد من النظم التعليمية إلى الاصلاح ولكن فى بعض الاحيان لا يتحقق الصلاح , والأسباب متعددة منها خضوع الاصلاح لاجتهادات شخصية للقيادات التربوية أو قيام عملية الاصلاح على اساس محاولة الاستفادة من نظم تعليمية ناجحة فى دول أخرى قد تتفق أو تختلف معنا فى الظروف والإمكانات والثقافة , وكذلك اعتماد الاصلاح على نظريات وفلسفات غربية تختلف جزئيا وكليا مع هويتنا والنتيجة فى كل الحالات لا صلاح , بل على العكس هناك حالة من التراجع فى مخرجات الانظمة التعليمية وفى اعتقادى ان السبب يكمن فى افتقار الفكر التربوى الاسلامى الى نظرية تربوية اسلامية جذورها القران والسنه وفروعها اراء وأفكار السلف الصالح وثمارها فكر تربوى يجمع بين الأصاله فى المنشأ والمعاصرة فى التطبيق والإجراءات.
ويضاف الى ذلك عدم وجود الاسس التى تقوم عليها هذه النظرية وهذه الاسس تتمثل فى الوحدة والقوة والعقل:
1. وحدة العرب والمسلمون على هدف واحد وهو الاصلاح ولنتذكر ان الفرقة والتقسيم والنظرة الدونية لبعضنا البعض هو بداية النهاية (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
2. القوة بشقيها المادى والمعنوى لأن الإصلاح يحتاج إلى دعم مادى (تكنولوجيات وتقنيات حديثة)ودعم معنوى(ثقافة وفكر جديد هدفها الجودة والتحسين للوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة للإنسان العربى. قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )
3. العقل الذى يفكر وينظر ويبدع و اليد التى تبنى وتعمر والقلب الذاكر المسبح بحمده وبذلك تكتمل المنطومة ويتحقق الهدف .(اذا يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم). البقرة 127

دكتورة /غادة حمزة الشربينى
استاذ اصول التربية المساعد بكليتى الاداب والتربية للبنات بابها

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets