طعم الحرية
قصة: حمدي هاشم حسانين
مر سمير بمتجر بيع العصافير الملونة، لاحظ لون ريشها الجميل وصوت زقزقتها الرائعة فقرر شراء عصفور ملون يزيد داره جمالا وروعة وبهجة.
عاد سمير للدار ودخل على أخته نجوى قائلا: نجوى.. هل تشاركينني لشراء عصفور ملون نضعه في الدار؟
أجابته نجوى بحماس: بالتأكيد.. فكم أحب العصافير الملونة.
أخرج كل منهما حصالته الصغيرة وأحصى سمير نقوده ونقود أخته ثم اصطحبها واتجها معا لمتجر بيع العصافير، ظلا ينتقلان من عصفور لآخر حتى شاهدا جميع العصافير وفي النهاية استقر رأيهما على عصفور أزرق اللون جميل الصوت دفعا ثمنه للبائع بعد أن وضعه لهما في قفص حديدي صغير، أخذ سمير العصفور وانطلق عائدا للدار.
قرر سمير وضع العصفور بجوار نافذة في حجرته، كان يجلس ساعات هو وأخته نجوى يراقبان العصفور الجميل صاحب الصوت الرائع وهو يغرد ويصدح، وبعد أيام بدأ الحال يتغير، لقد أصبح العصفور صامتا لا يصدح ولا يغرد، وأصبح لا يتناول طعامه المعتاد الذي يقدمه له سمير ونجوى.
بدأ الصغيران يشعران بالحيرة فعصفورهما الأزرق الجميل طيلة اليوم ينظر من خلال أسوار قفصه الحديدي للنافذة المفتوحة، يظل ناظرا للسماء وللطيور المحلقة بلهفة وأمل، وحين يضع له سمير الطعام ينظر بعينين دامعتين لسمير ثم يشيح بوجهه بعيدا رافضا الطعام.
نظر سمير لأخته قائلا: ما الذي أصاب عصفورنا الجميل.. كان دائم التغريد يملأ دارنا سعادة.
تأملت نجوى العصفور ولاحظت نظرته الحزينة وهو ينظر للنافذة المفتوحة ثم هتفت قائلة: أشعر أن عصفورنا يشتاق للحرية.. لقد خلقه الله ليطير في السماء لا لنحبسه في قفص حديدي.
وبكل الرضا أطلق الصغيران سراح العصفور الذي طار سعيدا فرحانا بحريته التي عادت إليه.
موقع سند للاطفال