السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور جاسم المطوع في كتابه "المشاكل الزوجية فوائد وحلول"
- المشاكل الزوجية لها وجه آخر غير المحنة:
- زيادة الحسنات من أهم فوائد المشاكل الزوجية إيمانيًّا.
- يكتسب الزوجان خبراتٍ شخصيةً وخلقيةً إيجابيةً بعد كل مشكلة بينهما.
- غلق الملفات القديمة، والتخلص من رواسب الماضي، واستشعار حاجة كل منهما للآخر من أهم الفوائد النفسية
للمشاكل الزوجية.
إعداد: سمية علي عليوة
على غير العادة؛ فاجأنا الكاتب الإسلامي المعروف الدكتور "جاسم المطوع" بباب
كامل في كتاب له عن المشاكل الزوجية بفوائدها المتعددة.
وعن هذه الفوائد يقول: "إن للمشاكل الزوجية منافع وفوائد جمة لو تدبرها الزوجان لعلما أن
في باطنها خيرًا، ولكن
الزوجين دائما يركزان على الجانب السلبي في المشاكل الزوجية، وهي النظرة العامة لأي
مشكلة في الحياة، دون
التدبر في سرّ "القدر" فيها، ومثالنا على ذلك قصة سيدنا موسى (عليه السلام) مع
الخَضِر(العبد الصالح) مطلعًا
على سر الله تعالى في القدر؛ فكان في باطن كل مشكلة الخير الكثير".
ويوضح: "هناك عدة فوائد للمشاكل الزوجية؛ أولًا: الفوائد الإيمانية: فمنها تكفير الذنوب،
ومضاعفة الحسنات، فقد
أخبرنا النَّبيُّ (صلي الله عليه وسلم): "ما يصيبُ المسلمَ من نصبٍ ولَا وصبٍ ولَا همٍّ ولَا حَزنٍ
ولَا أذًى ولَا غمٍّ حتى
الشوكةِ يشاكُّها إلَّا كفَّر اللهُ بهَا من خطَايَاه" [رواه البخاري]، وأيضًا قوله (صلى الله عليه
وسلم) "مَايزالُ البلاءُ
بالمؤمنِ والمؤمنةِ فِي نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ ومَا عليهِ خطيئةٌ" [رواه الترمذي].
ويتابع د. المطوع:"وقد يكون أيضًا من فوائد المشكلات الزوجية على الصعيد الإيماني: التأديب
والتمحيص؛ فأحيانًا
يبتلي الله تعالى الزوجين ليختبرهما،ويؤدبهما ليصححا المسار الزوجي، كما قال تعالي:
{وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي
صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154].
ويشير إلى أنه على الزوجين أن يقفا بعد حدوث المشكلة الزوجية التي هي في الواقع
"بلاء" وقفة محاسبة
للنفس، وتمحيص الأعمال ويسألا أنفسهما عند حدوث المشكلة: هل استوى دعاؤهما لله
تعالى قبل المشكلة
وأثناءها وبعدها؟.
ويتابع: "ومن ضمن الفوائد الإيمانية كذلك: التوقف عن الذنوب؛ فقد تحدث مشكلة بين
الزوجين بسبب ذنب أحدثه
أحدهما، كالكسب الحرام مثلا، وعندما يتوب صاحب الذنب سيطرح الله تعالى في علاقته
بنصفه الآخر البركة والاستقرار".
لمشاكل الزوجين فوائد نفسية!
ويشير الدكتور جاسم إلى أن هناك جملة من الفوائد النفسية أيضا للمشاكل الزوجية:
"وللمشاكل الزوجية منافع
تعود على نفسية كلا الزوجين، مثل التنفيس الانفعالي عن الضغوط الداخلية، وتعلم الزوجين
مهارة إدارة حوار
نفسي داخلي، ووسيلة فعالة لإنهاء الملفات القديمة والتخلص من الرواسب السابقة؛
فلحظة حدوث المشكلة
يبتعد كل طرف عن الآخر، ثم يستشعران حاجة كل منهما للآخر، فليتحاورا ويتخلصا من كل
الملفات القديمة
المفتوحة، وكأن كلا منهما قد نظف ما بداخله، ليعود الصفاء".
ويتابع أيضًا: " أيضا من جملة الفوائد على الصعيد النفسي للمشاكل الزوجية الشعور بلذة
السعادة بعد ألم
المشكلة، فلولا مرحلة ألم المشكلة والحزن والتوترلما شعر الزوجان بأهمية كل منهما
للآخر، وبالتالي الرضا
النفسي والسعادة والأُنس الزوجي، وكما قيل (إنما تعرف الأشياء بأضدادها) ".
ويؤكد أيضًا أن هناك صعيدًا ثالثًا لفوائد المشاكل الزوجية أسماه (الفوائد الزوجية)؛ منها:
التقارب الزوجي الناشيء
عن الشعور بحاجة كل طرف منهما إلى الآخر، وفحص معادن الناس؛ فكما يقول إن هذه
تكشف للزوجين
من هو المستشار الناصح، والصديق الصادق الحريص على مصلحتهما، كما أنها تعلم الزوجين
ألا يخرجا مشاكلهما
خارج باب المنزل، وألا يطلبا تدخل الأهل إلا في الضرورة بعد اختيار جيد لمن سيتدخل، ومع
التمييز لنصائحه عن
تجاربه الشخصية".
ويستطرد: "أرى أن المشكلات بين الزوجين هي بمثابة "بهار الحياة"؛ ذات مرة كنت في
إحدي الدورات التدريبية
عام 1997م، وسألت إحدى المشاركات في الدورة عن إمكانية وجود منافع في المشاكل
الزوجية التي يستفيد
منهاالزوجان، فقالت: إن جمال الحياة الزوجية يكمن في الخلافات، فتعجبت وسألتها كيف؟!،
قالت: المشاكل
الزوجية "بهار الحياة" فكما يعطي البهار للطعام نكهته الخاصة، فإنها تقضي على الروتين
والرتابة بين الزوجين،
فتضيف لحياتهما طعما جديدا، وتجدد علاقتهما وتقويها أكثر".
وعلى صعيد الفوائد الشخصية؛ يقول: "هناك فوائد شخصية للمشاكل الزوجية، منها: تطوير
المهارات، وتكوين خبرة
حياتية بالتجربة؛ ما يجعلهما أكثر نضجًا في المستقبل وأقدر على التغلب على المشكلات
والتحديات، ويعزز الروح
الرياضية التي تقبل التحدي والتراجع والتقدم والمرونة والاستيعاب، وتعزيز أخلاق وسلوكيات
مهمة، مثل: الصبر،
والعفو، والتضحية، وضبط النفس، وكظم الغيظ، والحلم، والتسامح الذي هو "حُسنُ الخُلق"؛
وهو أكثر ما يدخل
الناس الجنَّة، وهو أيضًا سبب تفاضل الناس في الدنيا.. فلنقل إذن: إن الحياة الزوجية
بمشكلاتها أيضا هي دورة
تدريبية لتطوير الزوجين على المستوى الشخصي والسلوكي".
المصدر*مجله الزهور*