الخميس، 17 أبريل 2014

اسئلة لطفل مصاب بالسرطان وكيف تجيب الام عليها




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الطفل المصاب بالسرطان ..

السرطان مرض يوصف بالخطير، ويصفه الناس بالخبيث؛ لاكتشافه المفاجئ دون مقدمات، ولانتشاره 
وتطوره السريع، وهو من الأمراض التي أصبحت تصيب العديد من الأطفال (عافى الله الجميع)، ومن 

اختبرها الله بإصابة طفلها بهذا المرض تكون في موقف يحتاج إلى الإيمان والرضا والصبر والكثير من 

المعلومات حول كيفية التعامل مع الطفل، وهل تخبره بمرضه؟ وكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ عشرات 

الأسئلة التي نحاول البحث لها عن إجابة في هذا التحقيق.

يشعر الطفل عادة بوجود خطب ما عندما يتردد على الطبيب والمستشفى كثيرًا، رغم شعوره بأنه على 
ما يرام وليس بحاجة إلى تلك الزيارات والاختبارات والتحاليل المكثفة، بالإضافة إلى زيارة الأهل و

الأصدقاء المتكررة وسؤالهم الدائم عن صحته، قد يشعره كل هذا بالغضب منك؛ لأنك لا تصارحينه و
تخفين عنه شيئًا ما وهو دائم الاعتماد عليك في المعرفة وقول الحقيقة، والسؤال هنا:

*هل تخبرين طفلك بمرضه؟

إن إخبار الطفل بحقيقة مرضه بالسرطان مسألة شخصية تحكمها الثقافة العائلية والمعتقدات الدينية، و

المهم هنا هو الصدق والأمانة معه؛ لأن خياله واسع، وقد يتخيل أشياء خاطئة ومبالغًا فيها، مثلاً قد يع

تقد أن شعوره بالألم والإعياء عقاب على فعل خاطئ قد قام به ويسيطر عليه الإحساس بالذنب.

اتفق الأطباء والخبراء على أن مواجهة الطفل بحقيقة مرضه قد يخفف من الضغط والشعور بالذنب الذي 

قد ينتابه، كما أن الطفل الذي يعرف بمرضه يكون أكثر قابلية للتعافي والتعامل مع المرض، وأخيرًا، ا

لحديث عن مرض السرطان عادة ما يجمع الأسرة ويجعلهم أكثر معرفة بكيفية تخطي المحنة، بحيث 

تكون محطة لتقويتهم وليس لإضعافهم.

*ما الوقت المناسب لإخباره؟

أنتِ الأكثر معرفة بشخصية طفلك وبحالته المزاجية، لذلك أنت أفضل من يحدد هذا الوقت، وإخبار الطفل 
في البداية بعد إجراء الفحوصات وظهور النتيجة أفضل؛ تجنبًا لمضاعفة وتطور المخاوف لديه نتيجة 

لشعوره بالقلق والتوتر بسبب الجو المحيط به والمصاحب لتلك المرحلة داخل المنزل، وبالطبع ذلك ليس في صالح العلاج.

*من يخبر طفلي بمرضه؟

يحدد الوالدان ذلك؛ فقد يريان أنهما الأنسب لإخباره، والبعض الآخر يشعر بصعوبة الأمر وعدم مقدرته 

عليه، وهنا يفضل أن يقوم أحد المحبين أو المقربين للطفل بإخباره، وهناك من يرى أن الطبيب المعالج 

هو الأجدر للقيام بتلك المهمة؛ لمقدرته على إقناع الطفل والإجابة عن تساؤلاته. وفي النهاية فالجميع 

بحاجة إلى مساعدة الطبيب في شرح المرض للطفل وتعريفه به وبطريقة العلاج ومراحله.

*من يكون حاضرًا في تلك اللحظة؟

يحتاج الطفل في لحظة سماعه ومعرفته أنه مريض بالسرطان إلى كل الدعم والحب والحنان من أفراد 

أسرته الوالدين والأشقاء والجد والجدة؛ لأنهم منبع الحب والثقة والطمأنينة للطفل، ومن الممكن أن 

يوجد بعض المقربين والمحبين له ليشعر بالدعم من الجميع، وبالطبع حضور الطبيب المعالج لخبرته 
في تلك المواقف.

بداية، يجب أن يتوافر لديك كم من المعلومات حول مرض السرطان ومعرفة الطريقة السليمة لتوصيل 

تلك المعلومات، والتي بالأساس تعتمد على عمره ومدى قدرته على الاستيعاب.
ففي عمر السنتين:

يعي الطفل في تلك المرحلة العمرية معنى المرض؛ لأن استيعابه يكون فقط لما يلمسه ويراه، وكل 

انتباهه يكون للحظة التي يعيشها في وقتها، وقلقه الأكبر هو البعد عن والديه.

بعد أن يتم الطفل عامه الأول، يبدأ في التفكير في الأشياء التي يراها ويلمسها من حوله ويستطيع 

التحكم بها، وعادة يخاف الطفل في تلك المرحلة من الحقن والاختبارات؛ لذا نجده يبكي بشدة ويتلوى 

محاولاً الهروب من حدوث ذلك.

ويبدأ الطفل عند عمر 18 شهرًا في التفكير وفهم ما يدور حوله؛ لذا عليك إظهار إحساسك به 

ومشاركته كل شيء، مثلاً عند أخذه للحقنة أو الكشف عليه يجب احتضانه والحديث معه حتى لو 

لم يفهم حديثك.. والتربيت عليه، وإخباره بأن الحقنة ستؤلمه للحظة وبعدها سيزول الألم، 

ويمكنك التمثيل بأنك أيضًا ستأخذين حقنة؛ لأن ذلك يشعره بأن هناك من يشاركه آلامه ومن ثم يعطيه ثقة بك.

من عمر 2-7 سنوات:

الأطفال ما بين 2-7 سنوات يربطون الأحداث بشيء واحد، مثلاً «يربط الطفل المرض بالنوم في السرير 

والطعام المسلوق واحتساء الشوربة»، ويكون الطفل على يقين أنه لن يشفى إلا عند اتباعه تلك القواعد.

هذه الاعتقادات قد تساعدك عند حديثك مع طفلك في تلك المرحلة العمرية:

وضِّحي لطفلك أنه بحاجة لأخذ الدواء بجانب القيام بتلك القواعد والاعتقادات حتى يزول الألم ويستطيع 

اللعب من دون الشعور بتعب وإرهاق.

أخبريه أن المرض والأدوية والحقن ليست عقابًا على شيء قد فعله أو قاله.

كوني صادقة أثناء حديثك عن مراحل العلاج والاختبارات، واذكري له أنها قد تكون مؤلمة بعض الشيء 

ولكنها السبيل للتخلص نهائيًا من المرض.

استخدمي الطرق السلسة التي يستوعبها الطفل عند شرح المرض له، مثلاً احكي له قصة أن هناك 

«خلايا جيدة» داخل أجسادنا وهناك «خلايا سيئة»، ونأخذ الأدوية لتقوية «الخلايا الجيدة» لتصبح أكثر 

قوة وتستطيع التغلب على «الخلايا السيئة».

من عمر 7-12 سنة:
يستطيع الطفل في تلك المرحلة العمرية فهم الأحداث وربطها ببعضها، لذلك تجده يربط المرض بعدة 

علامات تشير إلى حدوثه، فقد تعدى فكره أن المرض عقاب له وأنه المتسبب في حدوثه، كما أنه أصبح

أكثر إدراكًا بأن أخذه للدواء، وتنفيذ ما يقوله الطبيب هو الطريق للشفاء.

استخدمي القصص والصور؛ لأن الطفل يكون في حاجة أكثر للتوضيح ولضمان استيعابه الكامل.

مثلاً: يمكنك أن تقولي له بأن الجسد يتكون من خلايا مختلفة، ولكل خلية وظيفة تقوم بها – مثل الناس –
وعلى هذه الخلايا أن تعمل معًا لإنجاز العمل بصورة جيدة، ومن الممكن هنا وصف السرطان بأنه 

«مفتعل للمشاكل» ويقف في طريق الخلايا الجيدة لأدائها لوظيفتها، وهنا يتدخل الدواء والعلاج للتخلص 

من «مفتعل المشاكل»؛ لكي تؤدي الخلايا عملها معًا على أفضل نحو.

عمر 12 وما فوق:

يستطيع الطفل عند عمر 12 فهم العلاقات المعقدة للأحداث وأسباب حدوثها، حتى إنه قد يفكر في 

أشياء من حوله ليس بالضرورة أن تحدث له، وقد يفسر المراهق وجود المرض لظهور بعض الأعراض 

عليه، مثل الشعور بالإرهاق، وحدوث تغيير في نشاطه اليومي.

ولأنه يفهم السبب وراء تلك الأعراض، فمن الطبيعي أن يشرح له «مرض السرطان» كما هو، وأنه عبارة 

عن بعض «الخلايا الضالة» التي تسير في الجسد وتنمو بسرعة أكبر من الخلايا الأخرى، وتحاول أن ت

غزوها وتعطلها عن العمل، والهدف من العلاج هو قتل «تلك الخلايا الضالة» حتى يستطيع الجسد أن ي

عمل بشكل طبيعي.

عندما يسأل الطفل:

الطفل بطبيعته فضولي ويحب المعرفة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمرضه، فقد يكون لديه العديد من 

الأسئلة حول طبيعة مرضه وكيفية علاجه، ويتوقع طفلك منك دائمًا الإجابة عن تساؤلاته.

*لماذا أنا؟

الطفل، وخاصة البالغ، قد يتساءل: لماذا أصبت بالسرطان؟!

وهنا قد يشعر أنه أخطأ، وأنه بطريقة أو بأخرى قد تسبب في حدوث ذلك.

لذا يجب أن نشرح له حقيقة المرض بوضوح، وأن الطبيب نفسه لا يعرف سبب إصابته بالمرض ولا 

حتى أنت أو إخوته يعرفون السبب، كما أن المرض لم ينتقل إليه من أحد؛ لأنه ليس بالمعدي، 

ولكنها مشيئة الله وحده وإرادته يخص بها من يحب من عباده ليرفع من درجاتهم ويزيد من 

حسناتهم؛ لأنهم أقوياء وعلى درجة كبيرة من التحمل.

*متى سأتعافى؟

غالبًا، ما يكون الطفل على علم إذا كان أحد أفراد عائلته قد توفي بمرض السرطان، ونتيجة لذلك يكون 
خائفًا من السؤال: هل سأتعافى؟ لأنه خائف أن تكون الإجابة بـ "لا".

لذلك عليك التحدث مع طفلك، فهو قد يكون على معرفة بأنه مرض خطير، ولكن عليك أن توضحي 

له أنه بالعلاج والاختبارات، وأحيانًا إجراء جراحات يمكننا التخلص منه، مثلما فعل غيره من الأطفال، وأن الطبيب سيبذل ما بوسعه للقضاء عليه، كما أن وجود الجميع دائمًا بجواره قد يشعره ب

الأمان، ونذكره بأهمية الاستعانة بالله والدعاء الذي يغير الأقدار.

*ماذا سيحدث لي؟

عند بدء الطفل رحلة العلاج قد يكتشف بعض الأشياء الجديدة وأحيانًا المخيفة بالنسبة إليه عند زيارته 

للطبيب أو ذهابه للمستشفى ورؤية المرضى الآخرين المتقدمين في المرض، حيث تظهر عليهم بعض ا
لأعراض مثل فقدانهم لشعرهم؛ مما يجعل طفلك يفكر ويتساءل: «هل سيحث لي ذلك؟».

سأل طفل مريض بالسرطان والديه عند رؤيته للأطفال ممن فقدوا شعرهم: «لماذا هم كذلك؟»، فكان 

رد والديه أنها «آخر صيحة»، وعندما بدأ شعره بالتساقط قام والده وجده وأقاربه هم أيضًا بحلق شعرهم؛ 

لإشعاره بأنه ليس مختلفًا، وحتى لا يحزن، ويعلم أن هناك من يشاركه.. في كل ما يمر به، سواءً كان 

فرحًا أو حزنًا.
المصدر*مجله الزهور*

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets