السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا طالبة جامعية، عمري 19 سنة، لا أعلم ما بي، هل هو وسواس، أم خوف؟ حدثت مشكلة بين أختي ووالدي دامت 4 سنوات بسبب رفضهم لزواجها بمن تحب، ولكن الآن تمت الموافقة، -ولله الحمد- ولكن هذه المشكلة أثرت في نفسي كثيرًا بسبب تغير أمي وأبي الشديد في تلك الفترة مما سبب لي خوفاً من المستقبل.
دائمًا أفكر بأشياء غريبة قد لا تحدث أصلاً، وأنا حساسة، وأبكي على أتفة الأسباب، وليس لدي القوة لحبس دموعي أبدًا، وأشعر بالضعف تعبت من التفكير الدائم بأن أهلي من الممكن يغصبونني على الزواج من أحدهم، أو أن أتزوج عن غير اقتناع، أو يتقدم فرد من عائلتنا لخطبتي، وأخجل أن أرفضه، لا أعلم لماذا أفكر بهذه الطريقة، أنا لا أريد الزواج الآن، ولكني أعيش في قلق دائم بأن يطرق الباب أحدهم، أبكي في فراشي ساعات في الليل، وعند الانتهاء من البكاء، لا أعلم لماذا كنت أبكي؟ ولكني أرتاح، تعبت جدًا.
أنا متشائمة كثيرًا، وليس لدي ثقة في النفس، وأشعر بضعف في شخصيتي، أريد أن أعيش حياتي كما خططت لها، وأريد أن أكون إنسانة متفائلة بالحياة، أريد أن أقوي ثقتي بنفسي، وأكون قوية لمواجهة الأمور ارجوكم ساعدوني، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك التوفيق في مسيرة حياتك.
الحمد لله يا أختي أنك وصلت هذه المرحلة التي يحلم بها كثير من الفتيات دون سنك، وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للمستقبل حيث التفكير في التخرج، والحصول على الشهادة الجامعية، والتفكير في العمل، والحصول على الوظيفة المناسبة، ثم التفكير في اختيار الزوج المناسب، والزواج وتكوين الأسرة، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات، وما إلى ذلك من الخطط المستقبلية، وينشغل بها العقل كثيراً؛ لأنها قرارات مصيرية، فيكون الشخص حذرًا ومتخوفًا من الفشل وعدم التوفيق مما يحدث بعض الاضطرابات بصورة عامة في مستوى تفكيره، ومزاجه، ويشعر بعدم التوازن، والتوافق في حياته، أما إذا كانت هذه الأفكار تفرض نفسها عليك وينتج عن ذلك خوف، أو قلق، أو ضيق يؤثر في نشاطاتك الحياتية اليومية، فقد يكون ذلك نوعاً من الوساوس القهرية.
فنقول لك أختي الكريمة إن التجربة التي مرت أختك ليس بالضرورة أن تمري بها أنت، فهذا تعميم لا داعي للتفكير فيه الآن، فالوقت وتغيير الظروف الحياتية كفيلة بتغيير الآراء والاتجاهات والمفاهيم فلا تضعين نفسك في قفص الاتهام من الآن، فهذا قد يرهق عقلك بالتفكير، ويؤثر على دراستك وتحصيلك، فاتركي الأمر إلى أن يحين وقته، وكوني متفائلة، وتوكلي على الله، وقولي حسبي الله ونعم الوكيل، وتذكري حديث أبن عباس رضي الله عنه: عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعوا على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وليكن دعاؤك في هذه الفترة باستمرار، اللهم ارزقني زوجاً صالحاً فإذا استجيبت دعوتك سيأتي ويتقدم لخطبتك من ترتضيه ويرضاه أهلك، وما دمت تسعين لإرضاء الوالدين وتخافين من غضبهما فالله تعالى سيكون معك ويحقق لك ما تتمنه -إن شاء الله-.
وإذا تم اختيار الزوج وفقاً للمعايير التي وضعها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ستكون الحياة الزوجية سعيدة، وستتحقق أهداف الزواج بالطريقة المثلى، والأساس في ذلك الدين والخلق.
وأخيراً نوصيك بالاستغفار، فإنه مذهب للهم والحزن، وصلاة الاستخارة تجلب لك ما فيه صلاح دينك ودنياك.
وفقك الله لما فيه الخير.
اسلام ويب